الرئيسية أخبار محلية ‏السوق الداخلي الشعبي في جازان: بين عبق التاريخ ونكهة العيد  

‏السوق الداخلي الشعبي في جازان: بين عبق التاريخ ونكهة العيد  

31
0

 

ا/احمد علي بكري

صدى نيوز إس

تُعد مدينة جازان من المدن التي يعبق تاريخها وتراثها في كل زاوية، ولا يختلف الوضع في السوق الداخلي الشعبي الذي يمثل قلب الثقافة والتقاليد في المدينة. يُعد هذا السوق منبراً حيوياً يجمع بين الماضي والحاضر، حيث يتوافد الأهالي إليه خاصةً في أيام الأعياد لشراء الحلوى التقليدية والمستلزمات الخاصة بالعيد، مما يعكس ارتباطاً عميقاً بنكهة التاريخ وأصالة الماضي رغم انتشار المراكز التجارية الراقية والأسواق الحديثة في المدينة.

السوق الداخلي الشعبي: مرآة لتاريخ جازان:

يحمل السوق الداخلي الشعبي في جازان بين أزقته وأرجائه ذكريات الماضي؛ فهو يشهد على تقاليد الأجداد وأسلوب الحياة البسيط الذي يميز هذه البقعة التاريخية. ففي هذا السوق تتجمع المحلات الصغيرة والبسطات التي تعرض منتجات يدوية الصنع، وأصنافاً من الملابس التقليدية والعطور والبخور التي تحمل عبق التراث. ولا تقتصر جمالية السوق على البضائع المعروضة فحسب، بل تمتد لتشمل الهندسة المعمارية البسيطة التي تذكر الزوار بروح الزمن الجميل.

أيام الأعياد وحلاوة اللقاء:

مع حلول مواسم الأعياد، يتزين السوق الداخلي الشعبي بهالة من الفرح والبهجة، حيث يزداد فيه النشاط والحيوية بشكل ملحوظ. تُعرض فيه أنواع مختلفة من الحلوى التقليدية مثل الحلوى الحجازية والمعمول والكعك الشعبي، وهي جزء لا يتجزأ من تقاليد الاحتفال بالعيد في جازان. كما ينتشر في أرجاء السوق بيع المستلزمات الخاصة بالعيد، مثل الزينة والملابس التراثية، مما يجعله ملتقى حقيقي لعشاق الاحتفالات القديمة والتقاليد الأصيلة.

تهافت الأهالي رغم وجود المراكز الحديثة:

رغم توافر المراكز التجارية الكبيرة والأسواق الراقية في مدينة جازان، يظل السوق الداخلي الشعبي محط اهتمام الكثير من الأهالي. ويُعزى ذلك إلى عدة عوامل، منها:

– حس الارتباط بالتراث: يجد الزائر في هذا السوق ذكرى الماضي ونكهة الأصالة التي لا يمكن أن يقدمها أي مركز تجاري حديث.

– الأسعار والمزايا التقليدية:** يقدم السوق أسعاراً مناسبة ومنتجات تقليدية يصعب العثور عليها في الأسواق العصرية، مما يجذب مختلف فئات المجتمع.

– الأجواء الاجتماعية والحنين: يُعد السوق ملتقى للأصدقاء والأهل، حيث تُعاد إحياء ذكريات الطفولة والاحتفالات التقليدية، مما يخلق جواً من الدفء والترابط الاجتماعي.

هل هو ارتباط لحب نكهة التاريخ؟

يمكن القول بأن تهافت الأهالي على السوق الداخلي الشعبي في جازان لا يعود فقط إلى عوامل اقتصادية أو تجارية، بل هو تجسيد لحب الناس لنكهة التاريخ والهوية التراثية التي يمثلها هذا السوق. فالزائر يجد فيه روح الماضي التي تُذكره بجذوره وعاداته القديمة، مما يجعله يختار هذا السوق كشاهد حي على تاريخ المدينة وتقاليدها العريقة.

خاتمة:

يظل السوق الداخلي الشعبي في جازان رمزاً للتراث والأصالة، وملاذاً يحتضن تاريخ المدينة بعبق العطور والحلوى والذكريات الجميلة. إن ارتباط الأهالي به في أيام الأعياد ليس مجرد عادة تقليدية، بل هو تعبير عن شغفهم بالماضي وحبهم للتمسك بقيمهم وتقاليدهم التي تعطي لحياتهم رونقاً خاصاً وفريداً في زمن تتغير فيه كل المعايير.