الرئيسية مقالات التقنية مستقبل أبنائنا في رؤية الوطن

التقنية مستقبل أبنائنا في رؤية الوطن

25
0

 

أ / حسن علي حمزي

حائز على جائزة المعلم المتميز في وزارة التعليم ١٤٣٧هـ

 

في عالمنا اليوم لم تعدِ التقنيةُ مجردَ أداةِ للتسليةِ والترفيه ، بل أصبحت لغةُ العصر التي تشكلُ ملامحَ الحياة اليومية للشعوب المتقدمة . ونحن _ في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ، وولي عهده الأمين _ لسنا بمنأى عن هذا العالم ؛ فأطفالنا _ كأقرانهم _ يولدون في بيئةٍ رقميةٍ ، يتفاعلون مع الأجهزة الذكية ، قبل أن يتعلموا أبجدياتِ الكتابة ، ويتعاملون مع الإنترنت كسلوكٍ بديهي .

لكن التحديَّ الحقيقيّ ليس في مواكبتهم ، بل في أن نسبقَهم بخطوةٍ ؛ لنبقى لهم دليلًا ومصدرَ توجيهٍ ، بدل التبعية …

 

عندما يكونُ الآباءُ متأخرين تقنياً ، يصبحون مجردَ متلقينَ لما يكتسبه الأبناءُ من خبراتٍ رقميةٍ ، والتي قد تكونُ غيرَ آمنةٍ أو غيرَ مناسبة .

 

وهذا من شأنه إيجاد بوناً شاسعاً وفجوةً ( رقميةً ) بين الأجيال ! يمكن أن تخلق عوائق في التواصل .

فالسبق في التقنية لا يعني السيطرةَ على الأبناء ، والوصايةَ على عقولهم واختياراتهم ، بقدر ما يعني ردم هذه الفجوة بين الآباء وجيل المستقبل ؛ مما يساهمُ في انطلاقِهم في هذا المضمارِ العالمي ، على أسسٍ راسخةٍ وقواعدَ صلبةٍ ؛ تُمكّنهم من التعامل _ مع أحد أهم متطلبات العصر الحديث _ بوعيٍ ومسؤولية .

فإن استطعنا أن نسبقهم اليوم ؛ سنكونُ أكثرَ إقناعاً لهم ، ومن ثم أكثر قبولاً في توجيههم إلى استخدام التقنية بطريقةٍ إيجابية ؛ مما يضمن لهم مستقبلًا أعظمَ إشراقًا وأمانًا … في هذا العالم ( الرقمي ) المتسارع .

بالإضافة إلى تأهيلهم تأهيلاً كافياً ؛ ليكونوا على قدرٍ كبيرٍ من المُكنةِ الفائقةِ ، التي تمنحهم المواكبةَ الفاعلة ، لسوق العمل في ظل تحولات الدولة _ على مختلف الأصعدة والمستويات _ التي لا تألو جهداً في تحقيق رؤية الوطن ( 2030 ) على سواعدِ أبنائها المؤهلين ؛ للنهوض ببلادهم إلى مصافِ الدولِ المتقدمة ؛ لا سيما في هذا الميدانِ الفيسح ، ميدانُ التقنيةِ وشبكةِ المعلومات .