مضاوي بنت دهام القويضى
يسهم التفسير بشكلٍ عميق في تجلي الإيضاح والبيان لمعاني ٱيات القرٱن الكريم والكشف عن أسرار إعجازه اللغوي البياني والعلمي
والنفسي والغيبي )
وقال الحق عز وجل ..{ وَلَا يَأۡتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ وَأَحۡسَنَ تَفۡسِيرًا}
وقال تعالى في غير موضع :
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ}
ولا بد أن تتوفر في المفسر عدة اشتراطات وملكات ومهارات لضمان صحة تفسيره وعمقه لأن القرآن الكريم كتاب هداية، ومعانيه العميقة تحتاج إلى فهم راسخ وفقًا لأصول العلم. ومن الشروط الأساسية يجب أن توافرها في المفسر وإليكم بعضها :
1. الإلمام باللغة العربية: لأن القرآن نزل باللغة العربية، فلا بد من معرفة واسعة بالنحو، والصرف، والبلاغة، وفنون اللغة الأخرى التي تساعد على فهم دلالات الألفاظ والأساليب التي وردت في الآيات.
2. العلم بالقرآن الكريم وتفسيره بالقرٱن والسنة من شروط المفسر أن يكون عالماً بالقرآن ومطلعاً على تفسير الآيات فهي تفسر بعضها بعضا، ثم يعتمد على السنة النبوية فالسنة النبوية المطهرة جاءت شارحة ومبينة لما جاء في القرٱن كصفة الصلاة والوضوء وعدد الركعات ومواقيت الصلوات في تفسير الآيات، حيث يُعدّ تفسير القرآن بالسنة أهم مرجعٍ بعد القرآن نفسه من ثم بالسنة النبوية المطهرة
3. الإلمام بأقوال الصحابة والتابعين: الصحابة، وخاصةً العلماء منهم، كانوا أقرب إلى عصر النبوة ولهم علم بظروف نزول الآيات وتفسير النبي لها، ومن هنا تأتي أهمية الاطلاع على تفسير الصحابة وتابعيهم. ومن ذلك تفسير حبر الأمة عبدالله بن عباس رضي الله عنه وتلميذه التابعي الجليل مجاهد ابن جبر رحمه الله
4. العلم بأسباب النزول: معرفة أسباب نزول الآيات يعين المفسر على فهم السياق الذي وردت فيه الآيات ويزيل اللبس عن بعض المعاني. وأسباب النزول توضّح دلالاتٍ معينة، وتساعد على تمييز العموم من الخصوص
5. الإلمام بالعلوم الشرعية: ينبغي للمفسر أن يكون عالماً بالفقه وأصوله، والعقيدة، وعلم أصول التفسير وعلم قواعد التفسير والترجيح، لأن هذه العلوم تساعده على تفسير الأحكام والعقائد الواردة في القرآن بشكل صحيح.
6. امتلاك عقلية الاجتهاد وفهم مقاصد الشريعة: يجب أن يكون لدى المفسر فهم مقاصد للشريعة الإسلامية وأحكامها، وأن يتمتع بعقلية قادرة على الاجتهاد الصحيح وفق الأصول المعترف بها.
7. التجرد والموضوعية والتقوى: على المفسر أن يتجنب الهوى الشخصي وأن يتحرى الدقة في عمله، فيتجرد من الأهواء والميول الشخصية ليصل إلى المعنى الحق، ويكون ذلك مقرونًا بتقوى الله والتزامه بأدب التفسير.
.8 الإلمام بعلوم القرٱن منها الناسخ والمنسوخ
والمكي والمدني وعد الٱي وعلم القراءات وعلم المشكل في القرٱن وغيرها
بهذه الشروط، يحقق المفسر التوازن بين الفهم العميق للنصوص القرآنية وسلامة منهجه التفسيري، بما يخدم مراد الله من كتابه ويضمن وصول المعاني بوضوح ودقة إلى المسلمين.
فلو تأملنا قول نبينا الكريم (الذي لا ينطق عن الهوى) النبي الأمي الذي أرشد العالمين وبلغ الرسالة رسولنا الذي أوتي جوامع الكلم صلى اللهم عليهم وسلم:
(تركت فيكم مالم تضلوا بعده أبدا
كتاب الله وسنتي) لنجونا في زمن الفتن
تشبثوا بالكتاب والسنة النبوية وعضوا عليهما بالنواجذ
فإن العلم سوف يرفع ولن تجدوا الهداية إلا بهما
كاتبة صحفية – سعودية