الرئيسية مقالات العامل إنسان من لحم ودم

العامل إنسان من لحم ودم

153
0

 

✍️ الإعلامي خضران الزهراني

العامل ليس آلة تُستَخدم وتُستَهلك وليس مجرد وسيلة لتحقيق مصالحنا بل هو إنسان كريم خلقه الله من لحم ودم كما خلقنا له كرامة وله مشاعر وأحاسيس وله حقوق واجبة بل هو أخ لنا في الإنسانية والدين كثير من العمال تركوا أوطانهم وأسرهم وأطفالهم وجاؤوا إلينا سعياً وراء لقمة عيش كريمة يتحملون الغربة والبعد والمشقة وكل ما يطلبونه في المقابل هو معاملة حسنة وأجر عادل واحترام لكرامتهم فهل نكافئ غربتهم وصبرهم بالضرب أو الإهانة أو الحرمان من حقوقهم ديننا الحنيف أوصى بالعمال وحرّم ظلمهم قال الله تعالى قولوا للناس حسنا وقال النبي ﷺ إخوانكم خَوَلُكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا يكلّفوهم ما يغلبهم فإن كلفوهم ما يغلبهم فليعينوهم وقال ﷺ أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه العامل ليس مملوكًا لأحد بل هو أجير عندك والله سائلك عنه يوم القيامة هل أنصفته أم ظلمته وأهنت كرامته بعض الكفلاء يسيئون إلى العمال يضربونهم أو يحرمونهم من حقوقهم وكأنهم بلا قيمة هؤلاء ظلموا أنفسهم قبل أن يظلموا العمال عند الله لهم موعد عظيم يوم القيامة حيث يُقتص للمظلوم من الظالم حتى يُؤخذ الحق منه قال ﷺ الظلم ظلمات يوم القيامة في الدنيا النظام لن يتركهم فقد وضعت الدولة أنظمة صارمة لحماية العمالة ومن يثبت عليه ضرب أو إساءة أو استغلال يُعاقَب وتُفرض عليه غرامات ويُمنع من الاستقدام بل قد يُحال للجهات الأمنية إذا كان الاعتداء جسيمًا وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية خصصت الرقم 19911 لتلقي شكاوى العمالة وأكدت أن أي اعتداء أو إساءة يُعتبر مخالفة جسيمة تستوجب العقوبة فالدولة جعلت كرامة الإنسان فوق كل اعتبار سواء كان مواطنًا أو مقيمًا إن كلمة طيبة أو ابتسامة أو لين معاملة قد تزرع في قلب العامل محبةً ودعاءً لك ودعوة المظلوم قد تكون سببًا في رفعة أو هلاك فلنتذكر أن الظلم لا يضيع عند الله وأن العدل والإحسان باب لرضا الله ومحبة الناس وأن العامل حين يشعر بالأمان والاحترام سيبذل جهده بإخلاص أكبر فلنرتقِ بإنسانيتنا ولنُثبت للعالم أن قيم الإسلام في الرحمة والعدل ليست شعارات بل واقع نعيشه ونسعى لتطبيقه تذكّروا أن العامل الذي بين يديك ليس ضعيفًا عند الله بل قد يكون أقرب إلى الإجابة منك حين يرفع كفّيه إلى السماء ويقول يا رب خذ حقي ممن ظلمني فكم من مظلوم لا يملك سلاحًا إلا الدعاء وكان دعاؤه نارًا على الظالم ونجاة له في دنياه وأخراه فلنتقِ الله فيهم ولنُحسن إليهم ولنجعل معاملتنا لهم بابًا للأجر والرحمة لا بابًا للوزر واللعنة واعلم أن الدنيا زائلة ولن يبقى إلا عملك وسيرتك بين يدي الله فأحسنوا ترحموا تلطفوا وأكرموا من يخدمونكم لتنالوا دعوات صادقة في ظهر الغيب ولتجدوا يوم الحساب صحائف مليئة بما يُرضي الله.