الرئيسية مقالات الناشري : دور الأسرة محوري في مواجهة اضطراب نوم “الأطفال” الناتج عن...

الناشري : دور الأسرة محوري في مواجهة اضطراب نوم “الأطفال” الناتج عن الأجهزة الإلكترونية

170
0

ا

منصور نظام الدين: جدة:-

أكد المستشار الاجتماعي طلال محمد الناشري: أن العلاقة بين الأجهزة الإلكترونية وتدهور مستوى النوم لدى الأطفال باتت من القضايا الملحة التي تستدعي تدخلا جادا من الأسرة والمجتمع على حد سواء، مشيرًا إلى أن نتائج الاستطلاع الأخير الذي نفذه المركز الوطني لاستطلاعات الرأي العام بالتعاون مع مجلس شؤون الأسرة تكشف بوضوح حجم التحدي الذي نواجهه.

وأوضح الناشري أن ما يزيد الوضع خطورة هو ما كشفه الاستطلاع من أن 67% من الأطفال ينامون في أوقات متأخرة جدًا خلال العطل، تصل إلى ما بعد منتصف الليل وحتى الفجر، الأمر الذي يؤدي إلى اضطراب شديد في مواعيد نومهم واستيقاظهم، حيث يستيقظ ثلثهم تقريبًا بعد الظهر، وهو ما يضر مباشرة بصحتهم العامة.

وأكد الناشري أن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب تضافر جهود الأسرة والمدرسة والمجتمع، موصيا بعدد من الإجراءات العملية وأبرزها تحديد أوقات محددة لاستخدام الأجهزة الإلكترونية، مع ضرورة التوقف عن استخدامها قبل النوم بساعة على الأقل ، ضرورة توعية الأطفال بخطورة السهر المستمر وأهمية النوم المبكر لصحتهم وتفوقهم الدراسي ، وتعزيز البدائل الصحية كتشجيعهم على ممارسة الرياضة والأنشطة الجماعية والقراءة ، التزام الوالدين بأن يكونوا قدوة عبر تنظيم أوقات نومهم وتقليل استخدام الأجهزة في المساء.

وشدّد الناشري على أن دور الأسرة يظل المحور الأساسي في مواجهة اضطراب نوم الأطفال الناتج عن الأجهزة الإلكترونية، إذ إن الرقابة الأسرية الواعية لا تعني المنع التام بقدر ما تعني إدارة الاستخدام بشكل متوازن وصحي ، فأول خطوة تبدأ من إدراك الوالدين بخطورة المشكلة وحرصهم على أن يكونوا قدوة لأبنائهم في تنظيم الوقت والالتزام بعادات نوم سليمة.

وأضاف المستشار الاجتماعي أن الأسرة إذا ما التزمت بهذه الخطوات، فإنها تضع الأساس لحماية أبنائها من مخاطر الاستخدام غير المنظم للأجهزة الإلكترونية، مؤكداً أن هذه الجهود لا يمكن أن تؤتي ثمارها إلا إذا اقترنت بالحب والاحتواء والدعم النفسي للأبناء، مما يعزز الثقة بينهم وبين والديهم ويجعلهم أكثر استعدادا للاستجابة للتوجيهات.

وختم الناشري تصريحه بالتأكيد على أن نتائج هذا الاستطلاع تعد جرس إنذار يجب أن يلتفت إليه المجتمع بكل مكوناته، داعيًا الجهات التعليمية والإعلامية إلى تبني برامج توعوية موسعة تساهم في تصحيح أنماط النوم لدى الأطفال والشباب، بما يضمن بناء جيل أكثر صحة وقدرة على الإنتاج والعطاء.