الرئيسية مقالات متصل الآن

متصل الآن

173
0

 

أحمد كليبي- جازان

في زمنٍ أصبحت فيه الحياة الافتراضية جزءًا لا يتجزأ من تفاصيلنا اليومية تحوّلت عبارة “متصل الآن” في تطبيقات التواصل الاجتماعي إلى أكثر من مجرد حالة رقمية بل إلى مقياس للحضور والاهتمام بالنسبة للكثير إلا أن هذه العبارة البسيطة تسببت في فقدان الثقة وسوء الفهم بين الأصدقاء والمقربين بل وحتى بين الزملاء نتيجة التفسيرات الخاطئة التي تُبنى عليها

فـ”متصل الآن” لا تعني بالضرورة أن الشخص متاح أو جاهز للرد ولا تعني أنه يتجاهلك قد يكون منشغلاً في عمل أو في نقاش آخر أو يمر بظرف نفسي أو اجتماعي لا يسمح له بالتفاعل في تلك اللحظة،

والتقنية أظهرت حالته الرقمية لكنها لم تنقل، واقعه الإنساني بكل ما يحمله من انشغالات، وتفاصيل.

هذه الظاهرة تعكس ضعف الوعي بثقافة التواصل الرقمي، وغياب مفهوم الخصوصية في التعامل عبر المنصات فالبعض متناسين أن لكل إنسان وقته، ومساحته، وظروفه الخاصة التي قد تمنعه من الرد الفوري أو المشاركة المستمرة.

احترام حالة “متصل الآن” واجب فهي خصوصية ينبغي أن تُحترم لا أن تُفسَّر فوجود الشخص متصلاً لا يعني أنه متاح للجميع بل هو حر في وقته وطريقة تفاعله.

في النهاية، تبقى “متصل الآن” مجرد إشارة افتراضية لا تختصر الإنسان ولا تعبّر بدقة عن واقعه، ويظل الوعي، والاحترام المتبادل هما الركيزتان الأساسيتان للتواصل الإنساني في زمن ازدحام الشاشات.