اللواء. محمد فريح الحارثي
لطالما اضطلعت المملكة العربية السعودية بدور محوري في معالجة القضايا الإقليمية والدولية وسعت باستمرار إلى تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.
وفي هذا السياق تبرز الجهود السعودية الحثيثة في رفع العقوبات المفروضة على الجمهورية العربية السورية والتي تمثل تتويجاً وتأكيداً لدورها الريادي المحوري في المنطقة والعالم.
فمنذ بداية الأزمة السورية أدركت المملكة العربية السعودية الآثار الإنسانية والاقتصادية المدمرة للعقوبات على الشعب السوري الشقيق. وانطلاقاً من هذا الإدراك العميق، عملت السعودية بصورة دؤوبة على حشد الدعم الإقليمي والدولي لرفع هذه العقوبات مؤكدة على ضرورة تخفيف المعاناة الإنسانية وتمكين سوريا من التعافي والعودة إلى محيطها العربي والإقليمي.
ولقد تجلت هذه الجهود في العديد من المحافل واللقاءات الدبلوماسية حيث لم تدخر السعودية وسعاً في طرح هذا الملف بإلحاح ومسؤولية. وقد أثمرت هذه المساعي الحميدة بفضل الله، عن إعلان فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته التاريخية للمملكة العربية السعودية عن قرار بلاده رفع كافة العقوبات المفروضة على سوريا.
إن هذا القرار التاريخي الذي جاء استجابة لدعوات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله يمثل انتصاراً للنهج الإنساني الذي تتبناه السعودية في سياستها الخارجية كما أنه يعكس المكانة الرفيعة التي تحظى بها المملكة على الساحة الدولية وثقة الدول العظمى في رؤيتها الحكيمة للأحداث.
إن رفع العقوبات عن سوريا يفتح آفاقاً جديدة لعودة الاستقرار والازدهار إلى هذا البلد الشقيق فهو يمهد الطريق لتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية ويسهم في إعادة إعمار البنية التحتية المتضررة كما يعزز فرص التعافي الاقتصادي وعودة اللاجئين والنازحين إلى وطنهم سوريا.
ولا شك أن هذا الإنجاز الدبلوماسي الكبير يعزز من دور المملكة العربية السعودية كقوة إقليمية رائدة تسعى دائماً إلى تحقيق المصالح المشتركة وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. كما أنه يؤكد على حرص المملكة على وحدة الصف العربي وتجاوز الخلافات من أجل مستقبل أفضل لشعوب المنطقة.
ختاماً يمكن القول بأن جهود المملكة العربية السعودية في رفع العقوبات عن سوريا تمثل علامة فارقة في تاريخ العمل الدبلوماسي والإنساني للمملكة وتؤكد مجدداً على دورها الريادي المحوري وسعيها الدائم نحو تحقيق السلام والازدهار في المنطقة والعالم ودام عز السعودية. هو