بقلم: أحمد علي بكري
في لوحة وطنية مشرفة تتجدد كل عام، وبرعاية من إدارة تعليم جازان، انطلقت فعاليات البرنامج التدريبي المكثف لطلاب الكشافة المشاركين في معسكرات الخدمة العامة لحج عام 1446هـ، بمشاركة أكثر من 60 كشافًا من نخبة شباب المنطقة، استعدادًا لأداء شرف الخدمة في أطهر البقاع وأعظم المواسم.
هذا البرنامج لم يكن مجرد سلسلة من المحاضرات النظرية، بل جاء متكاملاً من حيث المحتوى، منظمًا من حيث التدرج، وملهمًا من حيث الهدف. فقد تلقى الكشافون تدريبات ميدانية وعملية متقدمة في فن المسح والإرشاد، وكيفية التعامل مع الخرائط الرقمية والتقليدية، إلى جانب تمارين واقعية في الإسعافات الأولية والدفاع المدني، استعدادًا لأي طارئ قد يحدث في موسمٍ يتميز بكثافة بشرية هائلة وتنوع ثقافي ولغوي كبير.
كما ركز البرنامج على التعامل مع الحشود البشرية وكيفية توجيهها بلغة الإشارة والرموز الكشفية، وتعليم الكشافين مبادئ الهدوء والانضباط تحت الضغط، وهو ما يعكس حرصًا وطنيًا كبيرًا على إعدادهم ليكونوا على قدر المهمة الجليلة التي تنتظرهم في خدمة ضيوف بيت الله الحرام.
ولم يغفل التدريب جانب فنون التواصل مع الحجاج من مختلف الجنسيات والثقافات، عبر ورش عمل تُعزز احترام الاختلاف، وتغرس في نفوس الكشافين مفهوم “الكشاف سفير وطنه” في كل تصرف وكلمة.
إن هذا البرنامج ليس مجرد تجهيز لحدث موسمي، بل هو استثمار في بناء الشخصية الوطنية الواعية والمسؤولة، وغرس للقيم النبيلة التي طالما كانت عنوانًا للكشافة السعودية منذ نشأتها: “القيام بالواجب نحو الله ثم الملك والوطن”.
تحية اعتزاز وتقدير لهؤلاء الفتية الأوفياء، الذين يتأهبون لحمل راية الخدمة في موسم الحج، ولمن سهر على تدريبهم من قيادات كشفية وتعليمية مؤمنة بأن بناء الإنسان هو الأساس الأول لكل حضارة ومجد.
وبإذن الله، سيكون كشافو جازان في حج 1446هـ على الموعد، كما عهدناهم دومًا…
عيونًا يقظة، وقلوبًا بيضاء، وأيديًا لا تكلّ عن العطاء.
