الإعلامي/ خضران الزهراني
في عالم يختلط فيه الكثير، حيث تختلط الكلمات بالزيف وتغرق الحقائق في بحر من الضوضاء، يقف الإعلامي الحقيقي شامخًا مثل جبل طويق، لا يهتز، ولا يسمح لأي ريح أن تُطفئ نور رسالته. أنا ذلك الإعلامي، صوتٌ ينبض بحب الوطن، ينبعث من قلبٍ مفعم بالوفاء، ومُسلحٌ بالإصرار على نقل الحقيقة مهما كانت الظروف.
إذا سألتني “من أنت؟” سأجيبك دون تردد: أنا ابن هذا الوطن، الذي زرع في قلبي حبًا لا ينضب، وعلمني أن الإعلام ليس مجرد مهنة، بل رسالة ومسؤولية أكبر من أي شيء مادي. أنا إعلامي لا يهمه الهديا ولا التحفيزات، لأن قوتي الحقيقية تنبع من إيماني بأنني أخدم ديني، وملكي، ووطني.
مثل جبل طويق الذي يشهد له الزمن والثبات، أعتز بتراثي وأجدد عهدي مع ولي عهدنا صاحب الرؤية الطموحة، الأمير محمد بن سلمان، الذي جعل من وطننا قصة نجاح تُروى عبر العصور. وجودي في الإعلام هو امتداد لتلك القصة، صوت يضيف، وقلم يرسم أملًا وحقيقة.
في كل كلمة أكتبها، وفي كل تقرير أقدمه، أشعر بأنني أشارك في بناء وطن يتطلع إلى المستقبل بثقة وثبات. لا أتحدث فقط لأني أريد أن أسمع صوتي، بل لأني أؤمن أن الإعلام هو الجسر الذي يربط بين القيادة والشعب، ويشكل وجدان الأمة ووعيها.
قد يتساءل البعض: لماذا لا تبتغي الجوائز أو المكافآت؟ والإجابة بسيطة جدًا: لأنني أرى في خدمتي لوطني أجمل مكافأة، وفي ولائي لديني وملكي أسمى تكريم. كل لحظة أمضيها في نقل الحقيقة، أو إظهار وجه وطني الحقيقي، هي لحظة فخر أعيشها بكل تفاصيلها.
هذا ليس مجرد عمل، بل هو رسالة أعيشها وأتنفسها. وأعلم أنني في كل نبضة قلب أضيفها لهذا الوطن، أساهم في صنع غد أفضل، أملأه بالثقة والطموح. أنا هنا لأروي قصص الأبطال الصامتين، لأبرز نضالات كل إنسان يحب وطنه، ولأعكس صورة مشرقة تليق بتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا.
إعلاميتي ليست فقط على الشاشات أو في الصفحات، بل في كل كلمة أقولها، في كل خبر أنقله بأمانة، وفي كل موقف أعيشه بإخلاص. أنا صانع صورة وراوي قصة، أعتز بها وأحملها بكل فخر واعتزاز.
هذه هي مكانتي في الإعلام: إعلامي صادق، وطني بكل جوارحي، لا تلهيه المصالح ولا تستدرجه المكافآت، بل يقوده حب الوطن وولاء الدين والملك، ليبقى الصوت الموثوق الذي يُضيء دروب الأمل ويُرشد الأجيال.






