الرئيسية مقالات الشيخ..عبدالعزيز بن عثمان سيرة ومسيرة

الشيخ..عبدالعزيز بن عثمان سيرة ومسيرة

248
0

 

بقلم..

عبدالله بن عيظه بن بردان الزهراني

كان الشيخ عبدالعزيز بن عثمان الزهراني يرحمه الله رجلًا يجمع بين الكرم كأنه نهر لا ينضب، والشهامة كأنها صخر الجبال الشامخة.

‏إذا تواجد…تواجد معه الوفاء ودماثة الخلق،

كان علمًا وحكمة وأدبًا وفراسة.

وإن حضر المناسبات، كان محطّ أنظار الناس، يُمطرهم بأخلاقه، فيمطرونه إعجابًا ومحبة.

وحيثما كان، تقدَّم للصفوف الأولى، لا ترفّعًا بل بقَدره وقيمته ومقامه وجاه..

كان إنسانًا لا تراه إلا وهو يحمل على عاتقه همّ من حوله، وكأن الله قد اختاره ليكون يد العون لكل محتاج، وصوت الحق لكل مظلوم، ووجه البِشر لكل مكروب.

كان كريما لا يُسْأَل فيرد، ولا يُذكر أمامه ضيق إلا وقد بادر إلى فكّه بما يملك، مالًا كان أو جاهًا.

كانت حياته كأنها قصيدة ملؤها العطاء، كل بيت فيها يبدأ برحمة وينتهي بإحسان.

يقف إلى جانب من يعز عليه وكأنه جبل من القوة، سندًا لا يميل، وعونًا لا ينقطع.

إذا جاءه أحد بحاجته، لم يكن يسأله: كيف وصلت إلى هنا؟، بل كان يقول: كيف أُخرجك مما أنت فيه؟.

وإذا ذُكرت الحاجة أمامه، تحركت نفسه قبل يده، وكأن قلبه كان ينطق بالرحمة قبل لسانه.

كان محبوبًا من الناس لأنه كان واحدًا منهم، قريبًا من قلوبهم، حاضرًا في أفراحهم وأتراحهم، كريمًا في عونه، عظيمًا في صَفْحِه، هادئًا في تواضعه.

وإذا ذكروه بعد رحيله، ذكروه بدعاء صادق، ودمعة ممتنة، وكأنهم فقدوا شجرة كانت تظلّهم من حرّ الأيام.

رحمه الله وجعل مثواه في عليين، وكتب له في صحائف الأبرار كل عطاءٍ بذله، وكل بسمة زرعها، وكل كرب أزاحه عن إنسان.

إنه الرجل الذي رحل جسده، لكن سيرته ستبقى بيننا كأنها نور لا ينطفئ.

وللحديث بقية…