علي الجمحان
علّمتني الحياة أن أجعل قلبي مدينة بيوتها المحبّة، وطرقها التّسامح والعفو، وأن أعطي ولا أنتظر الرد على العطاء، وأن أصدق مع نفسي قبل أن أطلب من أحد أن يفهمني، وعلّمتني ألا أندم على شيء، وأن أجعل الأمل مصباحاً يرافقني في كل مكان ..
علمتني الحياة أن ألطاف الله تلاحقنا ونحن لاندري فكم هي المرات التي ساق إلينا سبحانه خفايا لطفه ولم نشعر بذلك إلا بعد أن دبر لنا الأمر ويسره لنا وجعله تاماً بين أيدينا ..
علمتني الحياة أنه ليس كل إنسان مر بنا مقدر لنا أن يبقى معنا مدى الحياة فمنهم من يرحل و قد ترك في قلوبنا وجعا و منهم من يرحل و قد يترك ذكريات حلوة ..
علمتني الحياة أن الله هو الملجأ الآمن في هذه الحياة، الملجأ الذي لا يمكن أن تُخذل من جهته، ولا يمكن أن تجد فيه ما يحزنك ويؤلمك، بل ستجد فيه كل ما يسرك ويكفيك، تدخل هذا الملجأ بضعف وانكسار، وتخرج منه وأنت في قمة الغنى والارتياح والاكتفاء ..
علّمتني الحياة أن الناس يعاملونك بما في داخلهم، لا بما تمنحهم .. الأفعال أصدق من الأقوال وحسن النية لا يحميك دائمًا، لكنه يحفظ قلبك نقيًا..
علمتني الحياة أن لكل شخص حياته الخاصة، وعلينا أن نسعى جاهدين لرسم مسارنا الخاص، لا أن نتبع مسار الآخرين. قد تؤدي مقارنة أنفسنا بالآخرين إلى الإحباط وخيبة الأمل، لذا من الأفضل التركيز على تقدمنا ونمونا ..
علمتني الحياة بأن الخيرة فيما اختاره الله وأن اختيار الله لي خير لي من اختياري لنفسي وان لا أندم على شيء لم أحصل عليه فلربما كان تركه خير من الحصول عليه ؛ “وعسى أن تكرهو شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبو شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لاتعلمون”






