الرئيسية مقالات كانت… ولم تعد 

كانت… ولم تعد 

171
0

 

🖌️عائشة عداوي

كانت بين حكاياتهم…

تُربّت على وجعهم حينًا، وتزيل عن قلوبهم الهمّ حينًا آخر.

لم تكن يومًا مجرّد عابرة، بل كانت سكنًا، وملاذًا، وطمأنينة تُحكى.

تهتم كثيرًا، بل كثيرًا جدًا، بأن يكونوا بخير،

حتى حين لم يسألها أحد: “وأنتِ، كيف حالك؟”

تعرف تمامًا كيف تمر من الطرق الوعرة إليهم،

كيف تتجاوز حفر الإنهاك، وتغضّ الطرف عن الأسى،

تصل مبتسمة، رغم أن قلبها كان يتكسّر بصمت.

كانت تضعهم أولًا، دائمًا أولًا.

تنتظرهم خلف الأبواب، وتُمهّد الطريق بيديها،

وتُخفي دموعها تحت ضوءٍ خافت حتى لا يُربكهم حزنها.

لكن شيئًا ما تغيّر…

لا، لم يكن يومًا بسببهم وحدهم،

بل بسبب تراكم الصمت، وتجاهل التفاصيل الصغيرة،

وبسبب تعب الروح حين تعطي طويلًا دون أن يُلاحظها أحد.

هي… كانت.

كانت النور حين خبا نورهم،

كانت الدفء في لياليهم الباردة،

كانت الحضور في غيابهم.

لكنها لم تعد كما كانت.

اليوم، تمشي على مهلٍ نحو ذاتها،

تلملم ما تبقّى منها،

تربّت على قلبها هذه المرة، وتهمس له:

“لقد كنتِ كافية… وأكثر.”