العنود عبدالرحمن العصفور_ الافلاج
في حياة كل منا، تأتي لحظات تتطلب منا الصمود أمام المصاعب والتحديات. لحظات نواجه فيها قسوة الحياة بقوة وثبات. ولكن، ماذا يحدث عندما يصبح هذا الصمود مصدرًا للخوف؟
البكاء هو رد فعل طبيعي على الحزن والألم. إنه طريقة الجسد والنفس للتنفيس عن المشاعر المكبوتة. عندما نجد أنفسنا غير قادرين على البكاء في مواقف تستدعي ذلك، يثير هذا الخوف في نفوسنا. هل فقدنا القدرة على التعبير عن مشاعرنا؟ هل أصبحنا متجمدين من الداخل؟ هذا الشعور يتركنا في حالة من القلق والاضطراب.
الصمت في مواجهة الضجيج الداخلي يمكن أن يكون سلاحًا ذو حدين. من جهة، قد يكون هذا الصمت مؤشرًا على قوة داخلية هائلة، ومن جهة أخرى، قد يكون دليلًا على تراكم الضغوط والمشاعر السلبية التي لم تجد منفذًا للتعبير عنها. عندما تصمت بينما رأسك يعج بالأفكار والكلمات التي تتصارع داخلك، يتسلل إليك الخوف من الانفجار المفاجئ لهذا الضجيج في لحظة غير متوقعة.
إن استقبال الصدمات بهدوء تام يمكن أن يكون علامة على النضج والتحكم بالنفس، ولكن عندما يصبح هذا الهدوء هو القاعدة، يبدأ الخوف في التسلل إلى قلوبنا. ماذا إذا كان هذا الهدوء مجرد واجهة تخفي وراءها بحرًا من المشاعر المكبوتة؟ وماذا إذا انهار هذا الثبات فجأة؟ كيف سنتعامل مع التداعيات؟
الفكرة الأكثر رعبًا هي أن هذا الثبات قد ينهار في لحظة غير متوقعة. أن نجد أنفسنا غير قادرين على النهوض مجددًا بعد الانهيار. هذا الخوف من الانهيار المفاجئ يظل يطاردنا، يجعلنا نعيش في حالة من القلق المستمر حول متى وكيف سيحدث هذا الانهيار.
الصمود في وجه القسوة هو اختبار حقيقي لقوة النفس، ولكنه يأتي مع تحدياته الخاصة. الخوف من فقدان القدرة على التعبير عن المشاعر، والصمت في مواجهة الضجيج الداخلي، والهدوء المريب في استقبال الصدمات، كلها عوامل تسهم في تعميق هذا الخوف. علينا أن نجد طرقًا للتعامل مع هذه المخاوف، سواء كان ذلك من خلال التحدث مع شخص نثق به، أو ممارسة التأمل، أو أي طريقة أخرى تساعدنا على التفريغ العاطفي. في النهاية، يجب أن نتذكر أن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على التعامل مع المشاعر، وليس في تجاهلها أو قمعها.