(تمخَّض الجبل فولد فأرا )
جازان /محمد باجعفر
دارت أحداث هذا المثل العربي وتداولها عامة الناس وخاصتهم فيما بينهم في قديم الزمان ومازال ولا يزال البعض منا يستخدمها في تعاملاته وهي تعني أن الجبل الضخم الأصم يخرج من أحد شقوقه فأرأ صغيرأ
فكأن الجبل الكبير أنجب فأرا صغيرا ، وياتي هذا المثل من باب السخرية ، والإستهزاء فيُضرب لمن يُتَوقَّع منه تقديم الكثير ، لكنه يأتي بالشئ القليل اليسير الحقير ، الذي لا يتناسب مع عطائه المتوقع منه ويضرب أيضاً في حال أن تكون كمية الشيء التي حصلنا عليها رغم الوعود المقدمه من صاحبها غير كافية ، ولا تساوي مقدار الجهد والتعب الذي بُذِلَناه في سبيل نيله أو الحصول عليه وهذا المثل من الأمثال الشهيرة التي تداولتها الأجيال حتى في عصرنا ، ودارت أحداثها انه في قديم الزمان وعند أحد سفوح الجبال أثناء رعي الغنم ، قالها أحد شيوخ البدو ، في موقف مرعب مضحك ، أثناء ما كان الشيخ وجماعته يجلسون تحت سفح جبل عظيم ، وبينما هم جالسون يتناولون أحاديثهم ويحتسون القهوة ،شاهدوا بعض الرمال والحجارة الصغيرة ، تتساقط من أعلى الجبل ظنأ منهم أنه
( زلزال او بركان ) قادم أحدث صوتاً مفزعا ً، فشعر الجميع بالخوف ، ظناً منهم بقدوم خطر مفزع عليهم ، أو حدوث زلزالًا في الجبل ، فنهض الجميع مسرعين من المكان وقاموا بمراقبة الحدث وعيونهم مصوبة نحو الجبل وبعد قليل خرج من أحد شقوق الجبل فأراً صغيراً ، وفرَّ من أمامهم مسرعاً ، فضحك الجميع ، فقال الشيخ وهو ساخر من الذي حدث : ( تمخض الجبل فولد فأرا ) وأصبحت تلك المقولة مثلا تناقلته الأجيال لطرافته وكلمة تمخَّض أي جاءه المخاض ، فولد الجبل بعد عناء فأرا صغيرا .