الرئيسية مقالات الفلسفة الإسلامية ودورها في الفكر الفلسفي العالمي

الفلسفة الإسلامية ودورها في الفكر الفلسفي العالمي

237
1

 

بقلم/مضاوي بنت دهام القويضي

إن الفلسفة الإسلامية تمثل صرحاً فكرياً عميقاً أسهم في تشكيل الفكر الفلسفي العالمي، متجاوزة حدود الزمان والمكان. نشأت هذه الفلسفة في ظل الحضارة الإسلامية التي حملت لواء العلم والمعرفة، واستلهمت أصولها من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. فقد دعا الإسلام إلى التفكر والتدبر، كما في قوله تعالى: “أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها” (محمد: 24)، وأكد النبي ﷺ على أهمية العقل حين قال: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، وهي دعوة للتأمل في الأخلاق والحكمة.

وقد برزت الفلسفة الإسلامية في تناولها قضايا وجودية ومعرفية، كالعلاقة بين العقل والنقل، وحدود المعرفة الإنسانية، وطبيعة الخلق والوجود. أعلامها، مثل ابن رشد، والكندي، والفارابي، أسهموا في الجمع بين الفلسفة الإغريقية والفكر الإسلامي، مما أدى إلى تطورات مهمة في الفلسفة الغربية لاحقاً. على سبيل المثال، شرح ابن رشد لفلسفة أرسطو كان جسراً معرفياً بين الشرق والغرب، مما جعله يعرف بـ”المعلم الثاني” في أوروبا.

كما أن فلسفة التوحيد الإسلامية، التي تستند إلى قوله تعالى: “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” (الذاريات: 56)، أثرت في تطوير المفاهيم الأخلاقية والروحية التي شكلت أساساً للعديد من المدارس الفكرية العالمية.

الفلسفة الإسلامية ليست مجرد تفاعل مع الموروث الفلسفي القديم، بل هي إبداع فكري قائم بذاته، يعكس روح الإسلام ورؤيته الشاملة للحياة، ويؤكد مكانتها كحجر زاوية في الفكر الفلسفي الإنساني
وقد اعتمدت تلك الفلسفة الإسلامية منذ نشأة علم الكلام على السجالات الفكرية وكمثال الجدال بين كل من حجة الإسلام محمد بن محمد الغزالي في كتابه تهافت الفلاسفة ومن ثم ردود ابن رشد الأندلسي عليه في كتابه تهافت التهافت
إذ أبرزت الفلسفة الإسلامية إبان الحضارة الإسلامية نضج العقلية الفلسفية الإسلامية
التي كانت نبراس النور لكل الحضارات البشرية الأخرى …
كاتبة صحفية سعودية

1 تعليق

  1. أحبائي
    أبنائي وبناتي
    ابنتي الدكتورة المبدعة المتألقة العالمة الحالمة العالية الغالية الطيبة النقية مضاوي القويضي حفظها الله
    تتناول الفلسفة الإسلامية وتأثيرها في الفلسفة العالمية
    الفلسفة الإسلامية ما من شك في أنها درة الفلسفة السوية
    وابنتنا الدكتورة مضاوي طرحت رؤيتها بطريقة جيدة أدبية وعلمية
    أحبائي
    دعوة محبة
    أدعو سيادتكم إلى حسن التعليق وآدابه…واحترام البعض للبعض
    ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
    نشر هذه الثقافة بين البشر كافة هو على الأسوياء الأنقياء واجب وفرض
    جمال بركات…رئيس مركز ثقافة الألفية الثالثة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا