الرئيسية أخبار محلية جدل عقيم

جدل عقيم

47
0

 

ضمد/

احمد المتوكل النعمي

صديقي لج في جدل عقيم …

و أسهب في رؤى فكر سقيم

و أضمر حقده فبغى و ألقى …

علي بما يميت من السموم

و سار كأنه في كل بحر …

عليم بالخصوص و بالعموم

و ثار بنفخة لما رآني …

أحاوره بأسلوب سليم

و أطلب بالحوار بلوغ أمر …

يزيل اللبس في قول حكيم

فأنكر ما رأيت و راح عني …

بوجه كالح صلف دميم

و عاد بسرعة نحوي و فيه …

غرور ليس يعهد من حميم

و قال بما يرى و ازداد كبرا …

و أشعل نار شر في هشيم

و ناوأني و أوهى كل رأي …

يخالفه كشيطان رجيم

و أظهر للورى علما و جلى …

مفاعله بمعترك النظيم

و طرت محلقا والصقر ينأى …

إذا ما طار عن رخم و بوم

و لست له إذا ما قال شيئا …

بمتبع خطاه و لا قسيم

و وحدي لا أرى إلا غدوي …

إذا بزغ الصباح من السديم

فإني المستقل و لي فضائي …

ولي أفراح عيشي لي همومي

ولي الصبح الضحوك به أحلي …

حروفي بالندى تحت النسيم

و أنعم في الحياة بظل أهل …

و إخوان و أرفل في النعيم

و إني لم أرد إلا بيانا …

لحقي في خلاف مستديم

و إني فيه ما أخفيت نصحا …

ولا أسرفت في كشف الثلوم

وما أكثرت في قول و هل لي …

سوى الإغضاء في نظر شميم

و حسبي أنني في حسن لحظ …

بعثت الروح في جسد رميم

و ملت للطفه و اللطف تزكو …

سحائبه على غضب الخصيم

فأرعد مزبدا و دنا و أزرى …

بصمتي و استبد على وجومي

و جلجل بالمشين و نال مني …

هواه و شاه بالخلق الذميم

و سفه في الملا رأيي كأني …

ضعيف في مقارعة الخصوم

و أن بحاره غزر و بحري …

بها أضحى يموج على كلوم

و أخرني و قد أمسى عصيا …

على سين و لم يعدل بجيم

و قد أهوى علي بحد سيف …

و حاصرني محاصرة الغريم

و أطفأ جذوة كانت بقلبي …

تسيرني على نهج قويم

و جنات من الأشعار فيها …

جنى للواقفين على التخوم

تجود بكل ما يحلو و تزهو …

لناظرها على طيب الأروم

و كنز للأديب به ثراء …

عظيم للقلوب و للحلوم

و إن لذاهل عنها خواء …

به ألقى المنافس في جحيم

و أصبح لا يقر له قرار …

إذا ما القول أوغل في صميم

و إني لا أعوذ سوى برب …

على بلواي من واش نموم

و من يك عقله للحق سجنا …

لما كان المسلم للفهيم

و ما كان المبرز إذ تناسى …

بأن العقل في الجسم السليم

و ما أدري أكان الداء فيه …

من العصر الحديث أم القديم

و تلك سجية لم تعن إلا …

سقوطا في هوى نفس وخيم

فكم من صاحب يوما تردى …

عليه بكف كفار أثيم

و كم من مبتلى شاك و فظ …

مهين ماكر قذر لئيم

و كم من باذل شهم تقي …

على خلق و مفتقر عديم

و منفتح خبير لا يجارى …

على عمل و منقبض كتوم

و كم من عائب قولا لأمر …

يحركه و كم من مستقيم

و فرق في الرؤى ما بين شاة …

تساق لمعطن نتن و ريم

و فرق بين معتدل و عاد …

بعيد لا يحكم في حكوم

و ما من ظالم إلا سيلقى …

له المثل المماثل من ظلوم

وهل للحيف من شمم إذا ما …

تساوى الظعن يوما بالمقيم

و عجل أعور ببيان درب …

لمبصره و أسرع في رسيم

و شوه كل حسن إذ تراءى …

نضار الزرع في أرض وخوم

و جرجرني له قسرا لألقى …

به ما طاب في طلع هضيم

و ما قد زان في نسق و لكن …

تطاول رغم هيكله السقيم

و ليس لناظم في الشعر نور …

إذا ما دار في فلك النجوم

و من راح الغداة يلوم بدرا …

لضوء فالدجى سجن الملوم

وإن بدت السفاهة في سماء …

ترقب ما يهل من الغيوم

و بين ما تريد و كن رحيما …

و لا تشطط على علم كريم

ولا تخض الرهان وأنت تدري …

هنالك بالدعي و بالشكيم

و لو علم الغريب بشؤم كر …

و فر في مدى ليل بهيم

لخفف من ترفعه قليلا …

وأحسن بالذهاب و بالقدوم

و لو أصغى إلي لما تلاشى …

بريق الحرف في در نظيم

فإن نهب المسود أي حق …

تسامى بالقضاء عن اللئيم

و إن لان الإخاء بكف غر …

جهول لم يلن عزم الحليم

و لو لا أن في الدنيا مجالا …

لما فر المسيء إلى الرحيم

ألم ترني جززت أنوف كبر …

وأسقطت الرجوم على رجوم

و باركت المنافح باعتدال …

و أسلمت المجاوز للصريم

و لم أخضع بذاك لمستبد …

على أفقي بمسطور رقيم

ولم أك في المراء سوى مقر …

عليم بالتنطع في جريم

و لي صبر على جور و إني …

ورثت الحلم من فحل زعيم

و لست مبرأ لكن نفسي …

لتأسف للتخبط في هجوم

و تأنس بالحوار إذا تجلى …

بإنصاف على حق مروم

و أبقى سامقا مهما تجنى …

صغير غير مطلع عليم

وإن أوذيت من خل سأصفو …

برغم مرارة الجرح الأليم

و أعفو إن رأيت له رجوعا …

عن الأخطاء في خلق عظيم

و هل يغني على التكرار قول …

أعيد به النقوش على رسوم

وهل يجدي فإني لست أدري …

برد مخلط فدم غشوم

فإني قد نبذت صروح شعر …

تقام على التفاخر بالعلوم

و إني قد كرهت كؤوس ليل …

بها يقسو النديم على النديم

و يرمي غيره همزا و لمزا …

يبيح به التنقص من فهوم

و إني لا أحل له حديثا …

يزوره على وجه الأديم

و لا أرضى الإهانة من غوي …

مضل جانح نزق مليم

و أسمو عن خلاف ليس فيه …

سوى نير التخلف عن عظيم

و أدبر إن بصرت بأي عقل …

يضل عن الصراط المستقيم

و أسعى للتصالح بعد حين …

وأنهض فيه بالعبء الجسيم

و أقبل بالحيا روحا و وجها …

بحسن الفعل والقلب الرحيم

وقد أسلمت أمري في خضوع ..

لرب الكون خالقي الكريم

الطائر الجريح

احمدالمتوكل بن علي النعمي

جازان – حرجة ضمد

1 – 6 – 1446

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا