الرئيسية مقالات قلتُ لصغيرتي يومًا

قلتُ لصغيرتي يومًا

71
0

 

محمد الرياني/أبوعريش

ناديتُ صغيرتي ، صغيرتي في الثامنة ، تشبهني تمامًا في ملامحي عندما كنتُ في مثل عمرها ؛ حتى في شقاوتي وخفة حركتي ، قلت لها : احضري لي ليمونة صغيرة ، قالت لي : ليم يابابا ، قلت ليم ياقلبي ، أحضرتْها ومعها سكين فاكهة صغيرة ، نظرتُ إليها وعيناي تبتسمان مع فمي ، سألتها والسكين ماذا أصنع بها ؟ قالت سأشقُّ الليمونةَ نصفين وأفرغهما في الكوب ، ألا تريد عصير ليمون ؟ هذا الكوب أحضرتُه معي أيضًا وسأضيف عليه محلولًا ليكون عصيرًا ، وضعتْ يدها فوق رأسي وأنا أشتكي لها من الصداع ، قالت لي: العصير سيزيل الصداع ، لم أدعها تشق الليمونة وقربتُها من أنفي أستروحها وأنا أذكِّرُها برحلة مدرسية وأنا صغير ، اشتد ألمُ رأسي فجيء لي بليمونة ليزول الصداع أو يخف ، قالت بابا : اشرب العصير من صنع يدي ، طاوعتُها وشربتُ كأس عصير الليمون البلدي ، وضعتْ كفها الصغيرة على مقدمة رأسي ، اختلط شذى كفها برائحة الليمونة التي قطفتْها للتوِّ من شجرة دارنا ، بقيتْ كفها على رأسي والألم في طريقه ليزول ويزول ، ابتسمتْ في وجهي وهي تقول : هل تريد ليمونة أخرى دون أن أحضر السكين ، استويتُ جالسًا : ابتسمتُ لها من فمي وعيني يهمي دمعها ، قلتُ لها لاداعي لليمون لأزيل ألم رأسي ، في المرَّةِ القادمة ضعي كفكِ على مكان الألم وسأكون بخير ، جلستْ بجانبي وهي تتذوقُ بقايا العصير الذي تركتُه لها.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا