منصور قريشي :جدة
دعا طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين ، أفراد المجتمع بضبط مواعيد تناول الوجبات الرئيسية وتحديدًا الوجبة الأخيرة تفاديًا للمشاكل التي قد يتعرض لها البعض بسبب ذلك ، إذ يحتاج الجسم إلى ساعات لاتمام عملية الهضم والعمليات الحيوية الأخرى ،
مبينًا أنه من المهم جدًا تناول الوجبة الليلية الأخيرة في وقت مناسب وبفاصل ساعات عن موعد النوم ، فذلك يمنع حدوث بعض الأعراض والمشاكل مثل عسر الهضم والارتجاع الحمضي والأرق وعدم القدرة على الدخول في مراحل النوم ، وفي حال الجوع بعد الوجبة الأخيرة يمكن تناول الفواكه .
وقال: إن وقت الهضم يختلف بين الأفراد وبين الرجال والنساء. بعد تناول الطعام ، فقد يستغرق الأمر من 6 إلى 8 ساعات حتى يمر الطعام عبر المعدة والأمعاء الدقيقة ، فالطعام يدخل بعد ذلك إلى الأمعاء الغليظة (القولون) لمزيد من الهضم، وامتصاص الماء، وأخيراً التخلص من الطعام غير المهضوم ، ويستغرق الطعام حوالي 36 ساعة للتنقل عبر القولون بأكمله ، وبشكل عام تستغرق العملية برمتها -من وقت ابتلاع الطعام إلى الوقت الذي يغادر فيه الجسم بعملية الإخراج – حوالي يومين أو أكثر حسب كل الفرد.
وبين د.حسين أن تأخير وجبة الليل إلى ساعات متأخرة قد يسبب الكثير من المشاكل الصحية غير المتوقعة ، مستشهدًا بدراسة أجراها باحثون من جامعة كاتالونيا المفتوحة في إسبانيا وبينت أن تناول أكثر من 45% من السعرات الحرارية في الوقت المتأخر يغير مستويات الجلوكوز (سكر الدم)، ويتسبب بحدوث عواقب وخيمة على الصحة، بغض النظر عن وزن الفرد ونسبة الدهون في الجسم ، وكشفت الدراسة أن الحفاظ على مستويات عالية من الجلوكوز لفترات طويلة من الزمن يمكن أن يكون له آثار تشمل ارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بسبب الضرر الذي تسببه مستويات الجلوكوز المرتفعة للأوعية الدموية، وزيادة الالتهاب المزمن، مما يؤدي إلى تفاقم الضرر القلبي الوعائي والأيضي ، وأكدت الدراسة أن الأشخاص الذين يتناولون الطعام في وقت متأخر لديهم تحمل أضعف للجلوكوز وبالتالي لم يتم معالجته بالطريقة المناسبة، بغض النظر عن وزنهم أو تركيبة نظامهم الغذائي. كما وجدت الدراسة أنهم يميلون إلى تناول كميات أكبر من الكربوهيدرات والدهون خلال المساء ، كما أن قدرة الجسم على التعامل مع الجلوكوز محدودة في الليل، لأن إفراز الانسولين ينخفض، وحساسية خلايانا لهذا الهرمون تنخفض بسبب الإيقاع اليومي، الذي تحدده ساعة مركزية في دماغنا تعمل بالتنسيق مع ساعات النهار والليل.