منصور قريشي – نوال مسلم : جدة
بعد عام حافل بالإنجازات، تحتفل مدرسة الفنون السينمائية بجامعة عفت في جدة، بأبرز النجاحات التي حققتها خلال عام 2024. فقد أثبت طلابها وخريجيها مكانتهم في الوسط الفني كمشاركين فاعلين في الحراك الإبداعي في مجال صناعة الأفلام السعودية على المستويين المحلي والدولي، إيماناً برسالة الجامعة لتعزيز الدراسة الأكاديمية للسينما في المملكة والمنافسة عالمياً.
وأستهل العام بفوز الجامعة بثلاث جوائز مهمة في مهرجان أفلام السعودية الذي أقيم في الدمام أبريل الماضي. حيث حازت الخريجة إيثار باعامر جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة عن فيلم “بين البينين”، والخريجة نورة المولد جائزة أفضل سيناريو غير منفذ عن سيناريو “جنازة جنة”. كما حاز الفيلم الوثائقي
“أصوات من العلا”، الذي أنتجته الجامعة بالتعاون مع جامعة بورنموث للفنون البريطانية، وجائزة “جبل الطويق” لأفضل فيلم تسجيلي عن مدينة سعودية.
فيما توالت المشاركات الدولية لخريجي جامعة عفت، حيث شاركت در جمجوم بفيلم تخرجها “كوم كوم” في مسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان ترابيكا السينمائي الدولي في نيويورك، وهو واحد من أهم فاعليات السينما في الولايات المتحدة. وطبقاً لإحصائيات موقع المهرجان، فإن فيلم “كوم كوم” قد تم اختياره من بين أكثر من 8000 فيلم تقدم للمشاركة في المسابقة، ليكون ضمن القائمة القصيرة التي ضمت 87 فيلماً فقط من 27 دولة.
فيما شاركت الخريجة رغد البارقي في عروض “أيام السينما السعودية”، وهو البرنامج الذي نظمته هيئة الأفلام في مدينة سيدني الأسترالية في شهر يوليو للتواصل مع الجمهور الأسترالي وتعريفه بالسينما السعودية. تحدثت رغد في ندوة البرنامج الرئيسية عن مشاركتها التشكيلية في فريق عمل فيلم التحريك “سليق”
وعلى صعيد دورات التدريب الدولية، شهد العام مشاركة متميزة للطلاب والخريجات في ورش عمل ومهرجانات دولية. فإلى كوريا الجنوبية، حيث شارك كل من عيسى حافظ، مضاوي اليحيا، ولمى جمجوم بالمشاركة في الورشة التدريبية للأفلام الوثائقية التي عقدتها أكاديمية إم بي سي في سيول في أغسطس الماضي. وأمضا الطلاب ثلاث أسابيع من التدريب العملي والتواصل مع محترفين كوريين في مجال الفيلم التسجيلي.
فيما انطلق إلى روسيا كل من دانا قدهي، عائشة إبراهيم، وحلا هنداوي للمشاركة في مهرجان كازان السينمائي الدولي، حيث خاضوا تجربة مميزة لإنتاج فيلم قصير مع نظرائهم الروس باللغة الروسية من خلال ورش عمل امتدت لأسبوعين.
كما انضم عدد من الطالبات والخريجات إلى برنامج صناعة الأفلام الذي نظمتها أكاديمية
إم بي سي، في فلورنسا بإيطاليا بالتعاون مع أكاديمية نيويورك للأفلام، وحضرها كل من حلا سجيني، وسيرين سلطان، ولمى الشرهان، وتالة خليل. حيث أمضوا أكثر من شهرين في تدريبات متواصلة خاضوا فيه العديد من التجارب التقنية مع محترفين من أوروبا وأمريكا.
كما شارك في ألمانيا، بمهرجان لايبزج السينمائي الدولي للأفلام الوثائقية والقصيرة، أربع من طالبات مدرسة الفنون السينمائية ضمن وفد رسمي. حيث حضرت أيان خليل، ندا القواسمة، ليان أبو رشيد، وحلا هنداوي فعاليات المهرجان الأقدم من نوعه في أوروبا، والذي تضمن عروضاً سينمائية وورشات عمل احترافية، بالإضافة للتواصل مع العديد من المخرجين العرب والأوروبيين المشاركين في المهرجان.
وأبرز نجاحات الخريجين لهذا العام تحقيق مشروع الخريجة لمى جمجوم “ذكرني أن أنسى” إنجازاً مميزاُ للمملكة بحصوله على خمس جوائز في مهرجان الجونة السينمائي في مصر ضمن برنامج سيني جونة لدعم إنتاج الأفلام، وهو منصة لدعم مشروعات الأفلام العربية في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج. وقد حصد مشروع لمى جمجوم علي مجموع جوائز بقيمة 9٠٠٠٠ دولار مقدمة من عدة جهات.
أما في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ 45، فقد شاركت خريجتين في مسابقة الأفلام القصيرة للمهرجان العريق، حيث عُرض مشروع تخرج الخريجة رنا مطر بعنوان “نصف رحلة”، وهو الفيلم الذي تم تصويره بالكامل في نيوم. بينما حصد فيلم “انصراف” للخريجة جواهر العامري جائزة لجنة التحكيم الخاصة، بعد عرضه الأول في العالم العربي، وذلك بعدما شارك في عرضه العالمي الأول في مهرجان هوليوود للأفلام القصيرة، وفاز فيه بجائزة أحسن مخرجة، وحصلت البطلة على جائزة أحسن ممثلة في أبريل الماضي.
واختُتم العام بمشاركات بارزة للخريجات في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الحدث السينمائي الأهم في الشرق الأوسط. حيث عُرض ثلاثة أفلام ضمن برنامج “سينما السعودية الجديدة “. حيث عادت رنا مطر للمشاركة مجدداً بفيلمها “نصف رحلة”، إلى جانب زميلتها يم فدا التي قدمت مشروع تخرجها “ربط”، والخريجة لمى جركس بفيلمها الروائي القصير “ضياء شمسي”، والذي عرض أيضاً في مهرجان أفلام السعودية في أبريل الماضي.
وتوجت مشاركات خريجي جامعة عفت في مهرجان البحر الاحمر بفوز الخريجة هديل محرم بالتعاون مع الفنانة لنا القمصاني بجائزة سوق المهرجان لإنتاج فيلمها الطويل قيد التطوير “لو خيَّروني” بجوائز تعادل ٧٠٠٠٠ دولار.
وفي تعليق على هذه النجاحات، قالت رئيسة جامعة عفت، الدكتورة هيفاء جمل الليل:
“إن هذه الإنجازات تؤكد استمرار جامعة عفت في تحقيق رسالتها بدعم سوق العمل بكوادر إبداعية ومحترفة، خاصة في مجال صناعة الأفلام والتي تنمو بخطى ثابتة في المملكة. وهو ما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى بناء مجتمع نابض بالحيوية والإبداع. إن هذه الإنجازات هي ثمار جهود مخلصة لكل كوادر مدرسة الفنون السينمائية منذ إنشائها في 2013 بالتعاون مع جامعة جنوب كاليفورنيا وحتى الآن برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل، المشرف العام على جامعة عفت، ودعم العديد من الشركاء المحليين والدوليين. كل ذلك أدى لتعزيز قدرات طلابنا وفتح آفاق لا محدودة لهم لحكي قصصنا المحلية بأسلوب مميز والمنافسة عالمياً”.