للحياة عنوان… عنوانها الإخلاص وأنتم أهل له
محمد باجعفر/صحيفة صدى نيوز إس
س: بدايةً، دكتور عثمان، كيف تعرّفون الإخلاص في حياتكم المهنية والشخصية؟
الإخلاص، من وجهة نظري، هو أن تُقدّم العمل بصدق وتفانٍ دون انتظار مقابل أو اعتراف. إنه رؤية كل جهد تُبذله كرسالة سامية تسعى من خلالها لخدمة الآخرين، سواء في المجال الأكاديمي، التطوعي، أو الحياة بشكل عام. الإخلاص هو محور التميّز؛ لأنه يمنح العمل قيمة أخلاقية تُعزّز أثره في المجتمع.
س: كيف تترجمون التفاني في عملكم الأكاديمي والتطوعي؟
التفاني يظهر من خلال التركيز على الجودة والابتكار، سواء في تقديم المعرفة أو تطويرها. في المجال الأكاديمي، أحرص دائمًا على أن تكون المخرجات العلمية والتعليمية مفيدة ومتميزة لخدمة المجتمع. أما في العمل التطوعي، فأراه فرصة لتطبيق القيم الإنسانية، حيث يكون الهدف هو العطاء غير المشروط الذي يُحدث أثرًا إيجابيًا في حياة الناس والمجتمع ككل.
س: برأيكم، ما أهمية نشر ثقافة العمل التطوعي في المجتمع؟ وكيف يمكن تحقيق ذلك؟
العمل التطوعي يُعدّ ركيزة أساسية لتنمية المجتمعات. عندما تنتشر ثقافة التطوع بين الأفراد، فإنها تُعزّز روح التعاون والمسؤولية الاجتماعية، وتسهم في سد احتياجات لا تُغطيها المؤسسات الرسمية. لتحقيق ذلك، يجب تعزيز الوعي بأهمية التطوع من خلال التعليم والإعلام، إلى جانب تسليط الضوء على قصص ملهمة وتجارب ناجحة. كما أن توفير بيئات ملائمة وفرص واضحة يُشجّع الأفراد على المشاركة بسهولة وفاعلية.
س: ما هو دور الأكاديميين في نشر هذه الثقافة؟
للأكاديميين دور كبير في نشر ثقافة التطوع من خلال البحث العلمي، وتصميم البرامج التعليمية، وتنظيم المبادرات التطوعية داخل الجامعات. يمكنهم أن يكونوا قدوة للطلاب من خلال إظهار أن العمل التطوعي هو جزء لا يتجزأ من النجاح الأكاديمي والإنساني. كما أن تسليط الضوء على أهمية التطوع في المناهج الدراسية يُعزز من فهم الطلاب لهذه القيمة الإنسانية.
س: أخيرًا، ما رسالتكم لمن يرغبون في الانخراط في العمل التطوعي؟
رسالتي هي أن يدركوا أن كل دقيقة يقضونها في العمل التطوعي تُحدث أثرًا عظيمًا، سواء في حياتهم أو في مجتمعهم. العمل التطوعي لا يمنح الإنسان خبرات جديدة فحسب، بل يمنحه شعورًا بالإنجاز والرضا عن الذات. هو استثمار حقيقي لبناء مجتمعات أكثر إنسانية وتقدمًا. لذلك، أدعو الجميع إلى البدء بخطوة بسيطة، فكل عمل تطوعي، مهما كان حجمه، يترك بصمة لا تُنسى.