جيل البلاي ستيشن
بقلم المهندس ابراهيم آل كلثم الصيعري
صحيفة صدى نيوزs
قبل فترة ليست ببعيدة، كان الناس يجتمعون، كباراً وصغاراً، في بيئات اجتماعية يتعلم فيها الصغار من الكبار القيم والمبادئ والعادات الحميدة. لم يكن التعلم مقتصراً على الكلام فحسب، بل كان يتم من خلال المشاهدة والممارسة الفعلية، بالإضافة إلى الاستماع إلى الروايات الحقيقية التي سطرها رجال وخلدتها أجيال، بدلاً من الاعتماد على حكايات ومسلسلات خيالية تفتقر إلى القيم والعادات الأصيلة.
تدريجياً، بدأت تلك الأجهزة التي تحمل في طياتها الخير والشر تغزو حياتنا، وذلك يعتمد على كيفية استخدامها. فعندما دخل التلفاز إلى حياة الناس في بداية هذا الغزو الإلكتروني، كان تأثيره على العلاقات الاجتماعية محدوداً، حيث لم يكن قد انتشر بعد بسبب قلة الإمكانيات المتاحة وقلة القنوات وساعات البث. لكن الأمور تغيرت سريعاً، ليصبح التلفاز جزءاً أساسياً في معظم البيوت، حتى أن بعض الأفراد أصبح لديهم تلفاز خاص في غرف نومهم. ومع تطور البث على مدار الساعة وزيادة عدد القنوات ذات التوجهات المتنوعة، ظهرت قنوات تسعى لاختراق المجتمع وإفساده، إما بحثاً عن الربح المادي أو لتحقيق أهداف مشبوهة.
ثم تطورت الوسائل بشكل أكبر، ليصبح لكل شخص جهاز محمول بيده، مما أدى إلى انزوائه عن مجتمعه واستبداله بمجتمع افتراضي يتكون من أصدقاء خلف الشاشات، لا يعرفهم ولا يعرفونه، ولا يعلم شيئاً عن أخلاقهم وأفكارهم. وهذا ما أدى إلى وقوع الكثير منهم في مشكلات لا يعلمها إلا الله.
يتضح مما سبق أن هناك خطرًا يهدد تنشئة هذا الجيل فكريًا، نتيجة ما يتعرض له من محتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأجهزة الألعاب مثل “بلاي ستيشن”، دون وجود رقابة من الأهل أو تفاعل مع الأشخاص الصالحين. بالإضافة إلى ذلك، فإن السهر وإضاعة الوقت لا تقتصر على الساعات، بل تمتد إلى أيام من عمر الشاب، مما يحول دون استغلاله لوقته في العبادة أو طلب العلم أو حتى كسب الرزق. كما أن لهذه الأجهزة والوسائل تأثيرات سلبية على الصحة، نتيجة الجلوس لفترات طويلة دون حركة، مما يؤدي إلى الخمول وضعف العضلات والسمنة، فضلاً عن الأمراض التي تتسلل إلى الجسم تدريجيًا، وأحد أبرز الشكاوى التي يعاني منها أبناء هذا الجيل هو ضعف النظر.
فهل من مُدَكِر؟!