بقلم المهندس / إبراهيم آل كلثم الصيعري
وجدت نفسي ذات مرة بالقرب بالقرب من منزل كان في مراحل الإنتهاء من البناء. جذبني مظهره، فقررت أن أقوم بجولة داخله بدافع الفضول والإستفادة. وعندما إقتربت من المدخل، رأيت رجلاً مسنًا، لم تكن ملامحه مريحة بالنسبة لي، وكان يتجه نحوي بسرعة. شعرت برغبة في الإبتعاد، لكنه ناداني، وسألني عما أريد. أخبرته برغبتي، فدعاني للدخول. لم يكن هناك ما يدعو للاستغراب في ذلك،
حتى قال شيئًا لم أعد أذكر ما الذي دفعه لقول ذلك: “جلد ما هو جلدِك جره على الشوك”، نعوذ بالله من ذلك.
فاجأتني كلماته ولم أجد لها قبولًا في نفسي، لكنني لم أرغب في الدخول في نقاش معه، حيث لم يبدو لي أنه الشخص المناسب لمناقشة مثل هذه الأمور. تذكرت حينها قول رسول الله ﷺ: “لا يؤمنُ أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسِه”، وما أخطر ما قد يوقع الإنسان فيه نفسه، كما قال ﷺ: “إنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ تَعَالى مَا يُلقِي لهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّه بهَا دَرَجاتٍ، وَإنَّ الْعبْدَ لَيَتَكلَّمُ بالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ تَعالى لا يُلْقي لهَا بَالًا يهِوي بهَا في جَهَنَّم”.