الرئيسية مقالات التعليم بين الترغيب والترهيب: أيهما أكثر تأثيرًا؟

التعليم بين الترغيب والترهيب: أيهما أكثر تأثيرًا؟

81
0

 

هاجر الغامدي

التعليم هو حجر الأساس في بناء المجتمعات، ووسيلة لصقل العقول وتطوير المهارات. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يجب أن يكون التعليم قائمًا على الترغيب والتحفيز، أم أن الترهيب والصرامة هما السبيل لضمان نجاح العملية التعليمية؟

التعليم بالترغيب: غرس الحب والشغف

يُعد الترغيب نهجًا تعليميًا يعتمد على التحفيز والتشجيع، مما يساعد الطلاب على التعلم بروح إيجابية. عندما يشعر الطالب بأن التعلم ممتع وله قيمة في حياته، فإنه يسعى إليه بشغف. ومن أساليب الترغيب:

• استخدام أساليب التدريس الحديثة مثل التعلم التفاعلي والوسائل البصرية والتكنولوجية.

• التقدير والتحفيز من خلال كلمات الثناء والمكافآت الرمزية لتعزيز السلوك الإيجابي.

• الربط بين التعلم والواقع بحيث يدرك الطالب أهمية ما يتعلمه في حياته اليومية.

التعليم بالترهيب: سلاح ذو حدين

في المقابل، يعتمد بعض المعلمين على الترهيب لفرض الانضباط وإجبار الطلاب على التعلم، سواء من خلال العقوبات القاسية، أو التهديد بالفشل، أو حتى الإحراج أمام الآخرين. وعلى الرغم من أن هذا الأسلوب قد يحقق نتائج آنية في الانضباط، إلا أنه يؤدي إلى:

• فقدان الثقة بالنفس والخوف من الفشل، مما يقتل روح الإبداع والمبادرة لدى الطلاب.

• نفور الطلاب من المدرسة، حيث يصبح التعلم عبئًا نفسيًا بدلًا من أن يكون فرصة للنمو والتطور.

• التأثير السلبي على الصحة النفسية، حيث قد يتسبب الترهيب في زيادة التوتر والقلق لدى المتعلمين.

التوازن هو الحل

لا يمكن إنكار أهمية وجود الانضباط في العملية التعليمية، لكن تحقيقه يجب أن يكون بأسلوب تربوي يحترم شخصية الطالب. فالأسلوب الأمثل هو التوازن بين الحزم واللطف، بحيث يكون هناك قواعد واضحة تُطبق بعدل، دون اللجوء إلى العنف النفسي أو الجسدي.

خاتمة

التعليم الناجح لا يُبنى على الخوف، بل على الشغف والتحفيز. حين يشعر الطالب بأن العلم يفتح له أبواب المستقبل، وأنه يُقدَّر لمجهوده، فإنه سيسعى بنفسه لاكتساب المعرفة. لذا، يجب على المعلمين وأولياء الأمور تبنّي نهج يعزز حب التعلم، ويجعل المدرسة بيئة جاذبة للإبداع والتميز.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا