من بدايه الخليقة والصراع قائم بين الخير والشر ..هذا الشر الذي في ظواهرنا نقبحه ولا نرتضيه لكنه في واقعنا باق ويعيش بيننا بل ونحن البشر مصدره الوحيد حتى لو كان الشيطان هو راعي الشر وزارعه.لكننا نحن نبعه وحاضنته ومن العجيب أنه في عهد نوح عليه السلام قضي على الشر وتطهرت الأرض ولم يبق غير الخير ورموزه هم الناجون من الفيضان الذين ركبوا مع نوح ورغم ذلك لم ينتهي الشر من الأرض وهذا يبين أن الأخيار بداخلهم أيضا شر حتى وإن غلب عليهم الخير والعكس صحيح كما أن النار هي مصدر النور والدليل أننا لو رجعنا إلى ما قبل نوح في بداية الخليقة لوجدنا أن الشر هو الذي انتصر وساد هذا الشر المتمثل في قبيل الذي قتل هابيل رمز الخير لكن خرج الخير من رحم الشر.. وجاء إدريس النبي المعلم ثم تدور عجلة الزمن وبالتحديد قبل وجود أبو الانبياء أو كما أرمز له أنا بأبو الخير…
وصف القرآن لأبيه أنه كان من أهل الشر لكنه أنتج الخير.. ابراهيم الذي اتى من سلالته جميع الأنبياء الداعين للخير بعد ذلك، والمتأمل قصة موسى عليه السلام نجد أنه أول فعل عرف به هو أشر ما يكون وهو القتل ( فوكزه موسى فقضى عليه ) ولم يمنعه هذا من أن يكون مصدرا للخير وتدور مره ثانية عجلة الزمن تصل بنا إلى الزمان والمكان الذي لو نظرت فيه لن تجد غير الشر يسود العرب، يهارجون ..يقتلون البنات أحياء.. يشربون الخمر ..يتبادلون الزوجات ( التبعل ) ببيوت للرذيلة عليها رايات حمراء.. يطفؤون شهوة العبادة الفطرية بعبادة الأصنام ..
واضح أن الشر هو السيد السائد..
ومن رحم هذا الشرح يخرج الخير المتمثل في محمد صلى الله عليه وسلم الذي يمحو كل الشر بدعوته وكل هؤلاء الأشرار يتحولون إلى رموز للخير بل ويقتدي بهم الأخيار فيما بعد ،
وهذا يجعلني أقول لكل اليائسين المحبطين من عودة الخير لما يرونه من واقع يسود فيه الشر ؛ لا تيأس.. لكن امح الشر الذي بداخلك أولا”.. اعرف أنك في جانب الخير وداعم للخير ومحب للخير.. ومع ذلك أعيد وأكرر ( امحو من داخلك الشر ) فمهما كان فيك من خير ظاهر فأيضا” لديك شر لا تدركه ولا تبصره مغلف بالمبررات التي تجعلك تستصيغه ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها) وحين تنجح في ذلك ستجد أن شمس الخير ستبزغ في سمائك.. بل وحينها ستكون قنديلا” من الخير يضيء ويمح ظلمة الشر الذي بالكون