منصور قريشي :
المدينة المنورة :-
ام فضيلة الشيخ الدكتور صلاح البدير المصلين اليوم لصلاة الجمعة بالمسجد النبوي.
واكد بأن من آمَنَ بالقضاء والقدَرِ هانت عليه المصائب، فلا يكون شيءٌ في الكون إلا بعلم الله وإرادته، ولا يخرج شيء في العالم إلا عن مشيئته، ولا يَصْدُر أمرٌ إلا عن تدبيره وتقديره.
واشار بأن الدنيا قرارة الأنكاد والأكدار، فجائعُها تملأ الوجود، وأحزانها كلّما تمضي تعود، ولوعاتها تضيِّقُ رَحْب الفَضَا، وتقلِّبُ القلبَ على جَمْر الغَضَا، وأوجاعها تذيب الفؤاد والأجساد والجماد.
وأوضح بأن لله في خلقه أقدار ماضية لا تُرَدُّ أحكامها،ولا تصدّ عن الأغراض سهامها، وليس أحدٌ تصيبُه عثرة قدم، ولا اختلاج عرق، ولا خدشُ عود؛ إلا وهو في القدر المقدور والقضاء المسطور.
ولا يستعظم المؤمن حوادث الأيام إذا نزلت، ولا يجزع من البلايا إذا أعضلت، ولا يستطيل زمن البلاء، ولا يقنط من فرج الله، ولا يقطع الرجاء من الله، فكلُّ بلاءٍ -وإن جلَّ- زائلٌ، وكلُّ همٍّ -وإن ثقل- حائل، وإن بعد العسر يسرًا، وبعد الهزيمة نصرًا، وبعد الكدر صفوًا.
وأضاف بان الكمد على الشيء الفائت، والتلهُّف عليه، وشدّة الندامة والاغتمام له، وفرط التحسّر وكثرة التأسُّف والاستسلام للأحزان: يقتل النفس، ويذيب القلب، ويهدم البدن، فلا تفرطوا في الأحزان، فإن الحزن إذا أفرط والبكاء إذا اتصل؛ امتزج الدم بالدمع.
وأضاف أيها المكلوم المهموم، استرجِعْ عند كل نكبة ومصيبة؛ فإن الاسترجاع ترياق للهموم، وتسلية للمحزون، وقد جعل اللهُ الاسترجاع ملجَأً لذوي المصائب، وعصمة للممتحنين، ووَعَدَ الصابرين المسترجعين بمغفرته ورحمته؛ جزاء اصطبارهم على محنه وتسليمهم لقضائه.
ومن وطَّن على الصبر نفسًا: لم يجد للأذى مسًّا، ومن صبر على تجرُّع الغُصَص واحتمال البلايا وأقدار الله المؤلمة: صُبَّ عليه الأجرُ صبًّا، قال جلَّ وعزّ: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: 10].