الأعلامي/خضران الزهراني
بقلمي:
هناك مشاعر تأتي دون استئذان، تتسلل إلى القلب بخفة، وتستوطنه دون أن تمنحك فرصة للهرب. تظن في البداية أنك قادر على التحكم بها، على وضع حدود لها، لكنك سرعان ما تدرك أنك واقع في شِباك حب لا مفر منه، حب تدرك منذ لحظاته الأولى أنه لن يكون لك يومًا، ومع ذلك، تتعلق به وكأنك لا ترى في العالم غيره.
تعيش تفاصيله بكل شغف، تتنفس وجوده، وتتعلق بكل صغيرة وكبيرة تخصه، حتى يصبح جزءًا لا يتجزأ من يومك، من فكرك، من إحساسك بالحياة. يصبح هذا الحب أشبه بإدمان، لا تستطيع التخلي عنه رغم يقينك بأنه لا ينتمي لك، ورغم معرفتك بأنك لست شريك مستقبله، وأن كل الطرق التي تسير فيها ستقودك في النهاية إلى نقطة واحدة: الفراق.
تحاول أن تقنع نفسك بأن الأمر مجرد وهم، بأن التعلق لن يدوم، لكنك في كل مرة تبتعد، تجد نفسك تشتاق أكثر، تتألم أكثر، وكأن القلب يرفض التصديق، وكأن الروح تتمسك بسراب لا يمكن أن يتحول إلى حقيقة. تتمنى لو كانت الظروف مختلفة، لو أن القدر جمعكما في طريق واحد، لو أن لهذا الحب فرصة للحياة، لكنه يبقى مجرد أمل عالق بين الممكن والمستحيل.
وفي النهاية، لا يكون أمامك سوى خيار واحد: المواجهة. مواجهة مشاعرك، مواجهة الحقيقة، والاعتراف بأن الحب ليس دائمًا امتلاكًا، وأن أجمل المشاعر أحيانًا هي تلك التي تبقى داخلنا دون أن يلوثها الواقع. قد يكون القرار صعبًا، لكن الاستمرار في التعلق بما لن يكون لنا أكثر إيلامًا. فربما يكون الحب أحيانًا هو أن ندعه يرحل، حتى وإن بقي أثره في القلب للأبد.