منصور قريشي :
المدينة المنورة :-
أم فضيلة الشيخ الدكتور عبد الباري الثبيتي المصلين لصلاة الجمعة بالمسجد النبوي الشريف
وتحدث فضيلته عن فضائل شهر رمضان المبارك – فقال:-
رمضان ميدانُ سباقٍ لِمَن عرف قدرَه، ومنبع إشراقٍ لمن أدركَ سِرّه، وموسمُ عِتْقٍ لمن أخلصَ أمرَه، وروضة إيمانٍ لمن طابت سريرتُه واستنارَ فكرُه.
واكد فضيلته في رمضان تهمس المناجاة، وتستعذب الأرواح جمال الدُّعاء، وتطمئن القلوب في ظلال القُرب الإلهي، حيث يرتفع الدعاء في سكون الليل، ليجد بابًا مفتوحًا وربًّا قريبًا.
واشار نستعدّ لرمضان بتهيئة النفس، ونقاء القلب، وإنعاش الروح؛ فتتهيأ النفسُ بتخفيف الشواغل، وتصفية الذهن، فراحة البال تجعل الذكر أحلى والتسبيح أعمق، وتمنح الصائم لذّة في التلاوة، وأُنْسًا في قيام الليل، والنفس إذا استراحت استنارت، وإذا هدأت أقبلت، وإذا أقبلت ذاقت حلاوة الإيمان.
وأضاف يُسْتقبَل رمضانُ بالتخفف من المباحات، وحسن تنظيم الأوقات، فلا يَضيعُ العبدُ في اللهو، ولا ينشغل بسفاسف الأمور، وخيرُ ما يستعدُّ به الدعاءُ الصادقُ من قلبٍ مخبتٍ خاشعٍ «اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».
واكد بأن رمضان مدرسة الإرادة وساحة التهذيب، يُدرِّبُ الصائم على ضبط شهواته وكبح جماح هواه، وصون لسانه عمّا يخدش صيامه، يتعلم كيف يُحكِم زِمام رغباته، ويُلجم نزواته، ويغرس في قلبه بذور الصبر والثبات.
وأوضح بأن رمضان بشعائر ومشاعره محطّة ارتقاء بالإنسان ورُقِيّ بالحياة، يبني الإنسانَ -الذي هو محور صلاح الدنيا وعماد ازدهارها-، يهذّب سلوكه، يسمو بأهدافه، يبني بالصيام كيانه، يصقل بالقيام شخصيته، يكسب بالقرآن في روحه الصدق والنزاهة.
وبين فضيلته :رمضان يوحّد الأمة تحت راية العبودية، يجمع شتاتها، يلمّ شعثها، يذيب الفوارق بين أبنائها، فيه تتجلى وحدة القلوب قبل وحدة الصفوف، تصومُ الأمّةُ معًا، وتفطر معًا، وتقوم الليلَ صفوفًا متراصة، تتجه بقلوبها وأجسادها إلى قبلة واحدة.