بقلم المهندس / إبراهيم آل كلثم الصيعري
كنت قد كتبت خاطرةً خاطرة حول ممرات الرعب التي توجد كحقيقة واقعة في بعض البلدان، والتي تجذب محبي التحدي والمغامرة بشكل اختياري. وقد قمت بمقارنتها بعبور الصراط يوم القيامة، الذي سيكون إجبارياً وليس اختيارياً، وذلك من باب التذكير كما ورد في قوله تعالى: “وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ” [الذاريات: 55]
لكن، كما يحدث في كثير من الأحيان، قد تكون لدى الآخرين وجهات نظر مختلفة، رغم أنها صحيحة من منظور آخر. ومن هذا المنطلق، تلقيت تعليقًا من شخص أكن له كل التقدير والإحترام، حيث قال: “ممرات الوصول للأمان تكون أجمل، فالنفوس وجلة ومضطربة وتحتاج لما يطمئنها”.
وأنا هنا أقر تمامًا بصحة وجهة نظره هذه. نعم، نحن بحاجة إلى هذا التفاؤل في حياتنا، كما أننا بحاجة إلى الانتباه لآخرتنا. فالإفراط في أي من الاتجاهين ليس صحيحًا على الإطلاق. من يفرط في التفاؤل قد ينسى الآخرة، ومن يفرط في التفكير في الآخرة قد يحرم نفسه من الاستمتاع بحياته. وهذا يتماشى مع قوله عز وجل: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [القصص:٧٧].
قال تعالى: وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:٢٠١].
١٠/١١/ ٢٠٢٤ م