الرئيسية أخبار محلية فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري بن محمد الثبيتي يؤم المصلين لصلاة الجمعة بالمسجد...

فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري بن محمد الثبيتي يؤم المصلين لصلاة الجمعة بالمسجد النبوي الشريف 

26
0

 

منصور قريشي :المدينة المنورة :-

ام فضيلة الشيخ الدكتور عبد الباري بن محمد الثبيتي – إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف اليوم المصلين لصلاة الجمعة وتناول فضيلته في خطبته فضائل العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك

واشار فضيلته :حلَّت أعظم ليالي هذا الشهر، عشرُ ليالٍ من نور، كل لحظة فيها كنز، وكل سجدة فيها رفعة، وكل ساعة محفوفة بالرحمة مغمورة بالبركة، فيها يتجلى لطف الله، وتفتح أبواب العتق، وتتنزَّلُ المغفرة.

وأوضح بأن هذه ليالي القُرَب، فيها تُسكب دموع الخشوع في محراب السحر، فيها همسات التوبة مع هدوء الليل ولحظات الانكسار بين يدي الغفار، فمن أضاعها فقد أضاع أعظم ما في رمضان، ومن أهملها فقد فوّت فرصة لا تعوّض.

وكم من بعيد عن الله ردَّته هذه الليالي إلى النور، وكم من غافلٍ أيقظته من سُباته، وكم من مذنبٍ غسلته دموع التوبة بين يدي الرحمن، فهنيئًا لمن جعلها نقطة تحوُّلٍ في حياته، ويا لخسارة من غفل عنها حتى رحلت.

وكان النبي ﷺ في هذه الليالي المباركة لا يعرف للراحة طريقًا، ولا للغفلة مكانًا، بين يدي الله ركوعًا وسجودًا ودعاءً وتضرُّعا، لم يكتف بنفسه، بل أيقظ أهله وحثَّهم على اغتنام هذه الساعات النفيسة.

ويا من أثقلته الذنوب وأرهقته الخطايا: هذا زمان الصفح، هذا ميدان التنافس، فانهض وتُب واغتنم الفرصة قبل أن تُغلَق الأبواب، فالدعاء بابٌ مفتوح، وعطاءٌ بلا حدود، والذكر أُنْس للروح وراحةٌ للفؤاد.

والسلام في ليلة القدر سكينة تغشى القلوب، وطمأنينة تعم النفوس، وأمان من العقوبة، ورحمة لا شقاء بعدها، فهو سلامٌ من الله، وسلامٌ من الملائكة، وسلام يعمُّ الأرض ومن فيها.

وفي ليلة القدر المباركة تُرْفع أعمال العباد، وتُسَطّر أقدارُهم، ويقضي الله بحكمته في شؤون خلقِه، وتُقَدّر الأرزاق، وتُدوّن الآجال، وتُحدّد مصائر العام القادم، فمن أراد أن يُقبل دعاؤه فعليه أن يتضرّع إلى ربّه بقلب خاشع، والله كريمٌ لا يردُّ من أخلص له النيّة وأقبل عليه بصدق.