بقلم / احمد علي بكري
وكأن كل ثانية تمرّ، تفقد من روحي شيئًا…
أجلس، أُحدّق إلى هاتفي كمن يراقب باب السماء، مترقبًا بشغف طفلٍ ينتظر العيد.
كلما اهتزّ الهاتف أو أضاءت شاشته، يخفق قلبي بعنف، أبتسم قبل أن أعرف من المتصل…
ثم، ببطء كأن الكون كله يتآمر عليّ، أرى اسمًا ليس اسمك، صوتًا ليس صوتك، رسالةً لا تحمل روحك.
وكل خيبة، يا لفراغها، تجرّني إلى قاع الحزن أكثر.
أعيش على وهم انتظارك…
أنتظر صوتك يناديني حتى لو من بعيد، حتى لو بكلمة يتيمة: “أهلا”، أو “اشتقت”، أو حتى صمتٍ بيننا يفهمه العاشقون.
أحتاج رسالة، حتى لو كتبها غيرك وأنت من أوحى بها… حتى لو أرسلها “مرسول” لا يعرفني ولا يعرفك،
فقط ليقول لي:
“اشتقت إليك حتى صارت الأرض أضيق بي من دونك”.
أي جنونٍ هذا الذي يسكنني؟
أي شوق هذا الذي يجعلني أسمعك في زقزقة العصافير،
أراك في وجوه العابرين،
أشم عطرك في نسيم المساء العابر؟
أحتاج منك القليل… رسالة قصيرة، كلمة عابرة، حتى لو كانت بحجم نسمة،
تخبرني أنك، هناك، في مكانٍ ما،
ما زلت تذكرني…
ما زلت، على الأقل، تشتاق.