بقلم: أحمد علي بكري
في خطوة جادة نحو تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، أعلنت الأمانة العامة لمنطقة جازان رسميًا عن بدء تنفيذ خطة “الهدد” لإزالة العشوائيات، وذلك ضمن مشروع شامل لإعادة تنظيم النسيج الحضري للمنطقة. وتعد جازان، بوابة الجنوب السعودي، واحدة من أهم المناطق الحيوية التي دخلت فعليًا في طور التحول العمراني والتنظيمي الكبير بقيادة أمانة منطقة جازان.
خطة الهدد.. البداية من الجنوب
جاء إعلان “الهدد” ليؤكد أن ملف إزالة العشوائيات لم يعد مؤجلاً، بل هو مشروع تنموي عاجل يهدف إلى تصحيح أوضاع عمرانية خاطئة، وتوفير بيئة سكنية آمنة وصحية للمواطنين. وقد حددت الجهات المختصة عددًا من المواقع التي ستشملها المرحلة الأولى من الإزالة، وفق معايير تنظيمية وتخطيطية واضحة، تم وضعها بما يخدم المصلحة العامة ويحافظ على النظام الحضري.
جازان في قلب خطة التطوير
تُعتبر منطقة جازان من المناطق التي توليها الدولة اهتمامًا خاصًا نظراً لموقعها الاستراتيجي وقيمتها الاقتصادية والسياحية، ما جعلها من أوائل المناطق التي طالتها خطة إزالة العشوائيات بشكل منظم ومدروس. ويأتي هذا التحرك في إطار خطة شاملة لتحسين جودة الحياة، وتعزيز البنية التحتية، وتحقيق تنمية حضرية تتماشى مع رؤية 2030.
المناطق المستهدفة في خطة إزالة العشوائيات بجازان لعام 1446هـ
أوضحت أمانة جازان أن المرحلة الأولى من خطة الهدد تركز على عدة مواقع رئيسية تم رصدها كمناطق ذات أولوية:
قرية الكربوس: بدأت عمليات إزالة التعديات غير النظامية، والتي شملت أسوارًا وبلكات عشوائية تعيق الطرق العامة وتخالف التنظيم العمراني.
محافظة العارضة: شُرع في إزالة الأحياء العشوائية، لا سيما شرقي المدينة، حيث تنتشر الأسوار والمباني المخالفة التي تؤثر سلبًا على التخطيط الحضري والسلامة العامة.
مدينة جيزان: ركّزت عمليات الإزالة على المباني المهددة بالانهيار والأسوار غير القانونية، وذلك حفاظًا على الأرواح والمظهر الحضري العام.
نحو مشهد حضري متجدد
أشارت أمانة المنطقة إلى أن رصد المخالفات لا يزال جاريًا على مدار الساعة، وأن التعامل مع المخالفات يتم بشكل فوري وحازم، في إطار سعيها المستمر للحفاظ على هوية جازان الحضرية وتوفير بيئة ملائمة للعيش.
جازان 1446: مدينة ذكية بخطى ثابتة
وتعمل أمانة جازان، ضمن جهودها المستمرة في تحسين المشهد الحضري لعام 1446هـ، على تنفيذ عدد من المشاريع المصاحبة لخطة الإزالة، أبرزها:
إعادة تأهيل الطرق والبنية التحتية في المناطق المُزالة.
تنفيذ مشاريع تشجير وتجميل تعزز الطابع البيئي للمنطقة.
تطوير مخططات سكنية منظمة بديلة للمناطق العشوائية.
إنشاء مرافق خدمية متكاملة تلبي احتياجات السكان.
المواطن في قلب المشهد
على الرغم من التحديات الاجتماعية التي تصاحب مثل هذه الخطط، إلا أن أمانة جازان تؤكد التزامها الكامل بحقوق السكان، من خلال توفير بدائل سكنية مناسبة، وتعويضات عادلة، ومتابعة الحالات الاجتماعية لضمان عدم تأثر الأسر المحتاجة. كما دعت المواطنين إلى التعاون والمشاركة الفعالة في إنجاح الخطة لما فيها من مصلحة عامة تعود بالنفع على الجميع.
الختام: جازان الجديدة تبدأ الآن
إن ما تشهده جازان اليوم ليس مجرد حملة إزالة، بل ولادة جديدة لمدينة عصرية تُبنى على أسس التنظيم، والنمو الذكي، والتنمية المستدامة. ومع انطلاق خطة “الهدد”، تُفتح صفحة جديدة في تاريخ جازان، عنوانها: مدينة آمنة، منظمة، وجاذبة للعيش والاستثمار.