بجوار منزلي مقبرة ، يضم ترابها رفات الكثير من أهلي وجيراني ..
أدخلها أحيانا زائرا وداعيا لهم بالرحمة والمغفرة ، وأدخلها أحيانا مشيعا لراحل جديد ..
وفي كل مرة أدخل ثم أخرج .
لكن ..
في المرة الأخيرة سيكون الأمر مختلفا جدا، سأكون مميزا جدا..
لن أدخل وحدي ، سيدخل معي العشرات ….
سيكون الجميع راجلين على أقدامهم ، وأكون أنا وحدي المحمول .
سيقفون جميعا في أنحاء المقبرة ، وأنا فقط من بينهم سأكون مستلقيا ، بل مضطجعا على سرير .
سيتكلمون ويسلمون ويواسون بعضهم ، لكن أحدا لن يكلمني .
سأكون معطرا بالكثير من الطيب ، لكن أحدا لن يحسدني عليه .
كلهم يحمل جواله وساعته ومفاتيحه وبطاقاته وبعض أمواله ، أما أنا فلن أحمل شيئا .
يومها سأكون في خاطرهم جميعا ، لكني يومها لن أهتم بأحد منهم.
في المرة الأخيرة : سأدخل … ثم لا أخرج .
ويالهول ذلك المدخل ..
…………………..
فيارب … إذا حان ذلك اليوم فثبت حجتي، وارحم كربتي ، وآنس وحشتي ، واغفر زلتي ، وتقبلني برضوانك ،وأدخلني فسيح جناتك .
ارحم عبدك صالح .
ياحي ياقيوم ..