الرئيسية محلية عنوان: كشافة جازان… ريادة في التميز وخدمة لضيوف الرحمن

عنوان: كشافة جازان… ريادة في التميز وخدمة لضيوف الرحمن

54
0

 

بقلم: أحمد علي بكري

في مشهد يتكرر كل عام، وتزداد بريقًا مع كل موسم حج، تواصل فرق كشافة منطقة جازان تميّزها اللافت في معسكرات خدمة الحجاج، بتحقيق المراكز الأولى في مسابقات التميز الكشفي المصاحبة للموسم، مؤكدين أن روح التطوع والانتماء تتجلى بأبهى صورها حين تكون خدمة ضيوف الرحمن هي الغاية.

منذ انطلاق الموسم، وكشافة جازان تضرب أروع الأمثلة في العمل المنظَّم، والانضباط، والإخلاص في تقديم خدمات الإرشاد والمساعدة لحجاج بيت الله الحرام. يحمل هؤلاء الفتية خرائط الإرشاد، ويتنقلون بين الحشود بابتسامة وثقة، يلبّون نداء الحاج، ويقودونه إلى وجهته، بكل رحابة صدر واعتزاز بالدور الذي أوكل إليهم.

ليس غريبًا أن تتصدر فرق كشافة جازان النتائج عامًا بعد عام، فقد أصبحوا أيقونة للعمل التطوعي المنظَّم، وركيزة أساسية في إنجاح خطط وزارة الحج والجهات المعنية. إن ما ينجزه هؤلاء الشباب ليس مجرّد تفوّق في المسابقات، بل رسالة حيّة إلى العالم بأن شباب المملكة، من أقصاها إلى أقصاها، وفي مقدمتهم شباب جازان، يُسخّرون طاقاتهم وإمكاناتهم، بل وقلوبهم، في خدمة ضيوف الرحمن، في مظهر من أسمى مظاهر التقاني والتشريف.

حول الحديث هنا عن كل الفرق الكشفية ليس فقط فرق كشافة جازان و نوسع في هذه الجزئية

الإنجازات المتتالية التي تحققها الفرق الكشفية الجازانية لم تأتِ من فراغ، بل هي ثمرة لسنوات من الإعداد والتدريب والالتزام بثقافة العمل الجماعي وروح المبادرة. ووراء هذا التميز دعم لا محدود من قيادة المنطقة، وإشراف تربوي من إدارة التعليم، وتخطيط مدروس من جمعية الكشافة العربية السعودية.

إن مواقف هؤلاء الكشافة، وهم يقفون ساعات طويلة في حرارة الشمس، أو في زحام الطرقات، يرشدون، ويوجّهون، ويبتسمون، تبقى محفورة في ذاكرة الحجاج الذين كثيرًا ما يرددون الدعوات الصادقة لهؤلاء الشباب الذين جعلوا من خدمة الحاج شرفًا قبل أن تكون مهمة.

ولعل أجمل ما في هذه التجربة أنها تشكل مدرسة حقيقية لشباب الوطن، يتعلمون من خلالها الصبر، والتحمل، والانضباط، والتفاني، والتعامل الراقي مع الآخر، وهي قيم تبني جيلاً واعيًا، قادرًا على تمثيل وطنه في أرقى صور الإنسانية.

وفي موسم الحج، حيث تتوجه أنظار المسلمين إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، تقف فرق كشافة جازان بثبات بين صفوف الخدمة، وتثبت للعالم أن المملكة، بقيادتها وشعبها، تجعل من خدمة الحاج أعظم شرف، ومن شبابها رسل خير ومحبة وسلام.

هنيئًا لكشافة جازان هذا التميّز المتجدد، وهنيئًا للوطن بهم… فكل خطوة يخطونها في خدمة الحجاج، هي خطوة في طريق المجد، وسطور مضيئة في سجل هذا الوطن المبارك الذي لا يبخل بجهد، ولا يدّخر طاقة، من أجل راحة ضيوف الرحمن.