الرئيسية الأدب والشعر أسطورة الحب

أسطورة الحب

646
0

الشـــاعر بـــدري البشيـــهي

صُبِّي هَواكِ عَلَى الشِّفَاهِ كُؤوسَا

خَمْرًا لأُخْرِجَ جِنِّيَ المَحبُوسَا

فُكِّي طَلَاسِمَهُ العصِيَّةَ واقْرَأي
سِفْرَ الطَّوَاسِينِ التَّليدِ طُقُوسَا
لا تجْعلِي لِلشَّوْقِ حَدًّا واعتَلِي
عَرشَ الجَمَالِ عَلَى خُطَى بَلْقِيسَا
زِيدِي من السِّحرِ القَديمِ ورَتِّلِي
صُحُفًا تَلَاهَا بالتَّجَلِّي مُوسَى
وَتَحَصَّنِي بِتَمَائِمِي وتَكَحَّلي
بالرُّوحِ مِنِّي تُنْزِلي النَّامُوسَا
وَلتُرسِلِي النَّظَرَاتِ وَحيًا تُولِدِي
عِشْقًا تَفَرّدَ في الوُجُودِ كَعِيسَى
فأَنا رسُولُ الحُبّ مُنْذُ شَهَادَتِي
في الذَّرِّ كَرَّسَ وَجْدَهُ تَكْريسَا
فِي اللَّوْحِ سَطَّرَ قِصَّةً لِخُلُودِهِ
ونُجُومُ شَوقِي أَحرَقَتْ إِبْلِيسَا
أَنْزَلْتُهُ للعاشِقِينَ مُنَجَّمًا
جَفْرًا يُقَدِّسُهُ الوَرَى تَقْدِيسَا
وَتَلَوتُهُ في فُلْكِ نُوحٍ فاستَوَتْ
بِاسمِ الغَرَام تُوَحِّدُ القُدُوسَا
وَأقَمْتُ مِحرَابَ الجَلالَةِ تَاليًا
سُوَرَ المَحَبَّةِ قَائِمًا وجُلُوسَا
وَدَعَوْتُ أهلَ العِشٔقِ ولّوا شَطرَه
شيخًا أهَلَّ يُعَانِقُ القِسِّيسَا
فالحُبُّ دِينِي والصَّبَابَةُ خِرقَتِي
عَرَجَتْ بِرُوحِي لِلْعُلا قِدِّيسَا
فَلْتَقْتَفُوا أَثَري بِمِعراجِ الأُلَى
سَلَكَوا الطَّريقَ وتابَعُوا إِدْريسَا
يا قَوْمِ، إِنَّ الحُبَّ رُوحٌ أِسْكِنَتْ
بالطِّينِ صَارَتْ للنُّفُوسِ أَنِيسَا
سُبحَانَ منْ غرَسَ المحبَّةَ أثْمَرَتْ
طُهْرًا، فَما أغْنَى الهَوَى المَغْرُوسَا!
كيفَ الحَيَاةُ بلا غَرَام أو هَوًى
يُحيي عُظامًا أو يُعيدُ رُمُوسَا
أسْطورةّ خَطَّتْ على بَرْدِيَّتِي
قصصَ الخُلُودِ فألهَمَتْ (إِيزيسَا)
شَمْسٌ أطَلَّتْ منذُ كَافِ بِدايَتِي
وتناسلَتْ بينَ السَّدِيمِ شُمُوسَا
سبحانه، والحُبُّ مِنْهُ عَطِيَّةٌ
يُحيِي نُفُوسًا أو يُميتُ نُفُوسَا