الإعلامي/ خضران الزهراني
في هذا العالم المزدحم بالأقنعة، يظهر أحيانًا مخلوق بلا ملامح… لا يُرى، لكنه يُشعر. لا يُصنَّف ضمن الحيوانات، ولا بين البشر…
بل هو نكران الجميل، الذي بلا شك، يستحق لقب أسوأ مخلوق على وجه الأرض.
هو ذاك الذي ينسى، ويتجاهل، ويتخلى، ويستغني…
عن يدٍ امتدت إليه، وقلبٍ احتواه، وصدرٍ احتضنه في شدّته.
هو الذي يمسح تاريخك معه بجُملة: “لم أطلب منك شيئًا.”
💔 أن تُنكر المعروف… جريمة بلا محاكمة
نكران الجميل لا يحتاج إلى سلاح…
يكفيه التجاهل، والاستغناء، والصمت المميت.
يحدث حين تمنح، وتضحي، وتُؤثر على نفسك، ثم تُقابل بالجفاء، كأنك لم تكن يومًا شيئًا مذكورًا.
هو طعنٌ صامت، لكنه أعمق من كل الجراح.
هو موتٌ أخلاقي بطيء، لا تراه العيون، لكن تشعره القلوب الطيبة بمرارة لا توصف.
🧊 لا قلب… لا ضمير… لا إنسانية
من يُنكر الجميل، لا قلب له.
من يُنكر الجميل، لا ضمير يسكنه.
من يُنكر الجميل، لا يستحق ثقة، ولا يُعوّل عليه في وقت الشدائد.
قالوا:
“الوفيّ لا ينسى مهما طال الزمن، أما الجاحد… ينسى قبل أن يجف عطاؤك.”
🌫️ أن يُستغنى عنك بعد كل ما فعلت
كم هو موجع أن تُستغنى عنك فقط لأنك لم تعد حاجةً عندهم.
أن تغيب فلا يسألون، أن تتألم فلا يشعرون، أن تتكلم فلا يُصغون.
هذا هو النكران:
أن تُعامل كأنك لم تزرع، ولم تسقي، ولم تُنبت يومًا بذرة حب أو وفاء في أرضهم القاحلة.
🌿 ولكن… لا تخجل من طيبتك
لا تسمح لهذا “المخلوق” أن يُشوّه فطرتك النقيّة.
لا تندم على كرمك، ولا على صدقك، ولا على مواقفك النبيلة.
فأنت لا تُحسن لأجلهم فقط… بل لأنك أنت، ولا يشبهك في النقاء أحد.
احتسب كل معروفٍ عند الله، فهو لا ينسى.
وإن أنكره الناس، فهو عند الله مكتوب ومحفوظ.
نكران الجميل لا يسقطك… بل يكشف من سقط من عينيك، بعد أن كان مرفوعًا فوق كتفيك.
كن أنت… ولا تكن مثلهم.






