مضاوي بنت دهام القويضي
تدبر القرآن بسبب أغواره وتأمل معانيه والتفكر بها،
من أعظم العبادات التي تقود المسلم لفهم عميق لمراد الله، وتفتح أمامه آفاق الحكمة والمعرفة. قال الله تعالى: “أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ”، وهذا دعوة للتفكر والتأمل في آياته لمعرفة معانيها ومقاصدها. لا يقتصر التدبر على القراءة أو التلاوة فحسب، بل هو عملية تأملية تُخرج الإنسان من سطحية المعاني إلى عمقها، مما يعزز إيمانه ويقوي يقينه. فالقرٱن الكريم تلك المعجزة الربانية الخالدة هو كلام الله الذي لو تأملناه و استشعرنا عظيم كنوزه التي لا تنفد أبدا ذلك أنه من لدن عزيز حكيم لما توقفنا عن تدبره والتفكر في روائع معانيه الضافية الجزلة ..
إذ للتدبر فوائد عظيمة، منها أنه يجعل المسلم أكثر وعيًا بحقيقة الحياة وأسرار الوجود، ويهديه للحق ويزكي نفسه. التدبر يساعده على فهم كيفية تطبيق تعاليم الدين في حياته اليومية، مما يحقق له توازنًا بين الدنيا والآخرة، وينير له الدرب في أوقات الحيرة.
عملية التدبر تبدأ بإخلاص النية، وتجنب التسرع أثناء القراءة. يفضل تخصيص وقت للقراءة بتأمل وسكينة، والاستعانة بالتفاسير لزيادة الفهم. ويمكن للقارئ أن يسجل خواطره وأفكاره حول الآيات، ويسأل الله أن ينير بصيرته.
التدبر ليس للعلماء فقط، بل هو دعوة لكل مسلم، صغارًا وكبارًا، فكلٌ بوسعه الاستفادة من الآيات بشكل يتناسب مع مستوى فهمه. يجعل التدبر القرآن نورًا ينير القلب ويحيي الروح، ويصبح دليلًا للإنسان في كل شأن من شؤون حياته، ويمنحه الراحة والسكينة.
كاتبة صحفية سعودية