الرئيسية مقالات الإعلام… من نور الرسالة إلى سماء الوطن

الإعلام… من نور الرسالة إلى سماء الوطن

263
0

بقلم: الإعلامي/ خضران الزهراني – الباحة

 منذ فجر التاريخ، كانت الكلمة أمانة، والصوت مسؤولية، والحقيقة رسالة. ولم يشهد العالم نموذجًا أسمى ولا أنقى في تبليغ الرسالة من سيد الخلق، محمد ﷺ، الذي جاء إلى البشرية بكلمة الحق، وجعل من البلاغ الصادق طريقًا لنشر النور، قال تعالى:  ﴿وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾ [النور: 54].

 الرسول ﷺ… قدوة الإعلام الحق

 لقد كان الرسول ﷺ أعظم إعلامي في تاريخ الإنسانية، ليس بما نعرفه من أدوات اليوم، ولكن بما امتلكه من الصدق المطلق، والأمانة الكاملة، والحكمة البالغة. كان يبلغ رسالته بلسان عربي مبين، يخاطب العقول والقلوب، ويختار الكلمة التي تُحيي النفوس وتبني الأمم.

 الإعلامي… حارس القيم وصوت الوطن

 وفي زماننا هذا، يحمل الإعلامي المخلص شيئًا من تلك الأمانة العظيمة، فهو يبلغ رسالته بالصدق، ويدافع عن القيم، ويكون صوته منارة للحق. إن الإعلام الشريف هو الامتداد الطبيعي لتلك الرسالة النبوية في نقل الحقيقة بلا تحريف، ونشر الوعي بلا تضليل، وحماية العقول من الزيف والفتنة.

 الإعلامي الحق لا يسعى وراء ضجيج الشهرة ولا بريق اللحظة، بل يسعى لأن يكون شاهدًا على الحق في زمن الفتن، وأن يجعل قلمه وصوته جسرًا بين المعلومة الصادقة وقلوب الناس. هو النجم الذي يضيء سماء وطنه، يرفع رايته عاليًا في كل محفل، ويكتب تاريخ بلاده بحروف من نور.

 الرسالة مستمرة… من الصحابة إلى إعلام اليوم

 لقد شهد العالم، من مشرقه إلى مغربه، أن الإعلام النزيه هو السفير الصادق للوطن، وأن الإعلامي المخلص هو حارس سمعته وصورته أمام الأمم. وكما كان الصحابة رضوان الله عليهم يبلّغون رسالة النبي ﷺ إلى أصقاع الأرض، فإن الإعلامي اليوم يبلّغ رسالة وطنه للعالم، ويجعل من أدواته منابر للحق والعدل.

 الأمانة والمسؤولية

 إن الأمانة التي حملها الإعلامي هي ذاتها التي أشار إليها النبي ﷺ حين قال: “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”، فهو راعٍ للكلمة، ومسؤول عن الصدق فيما ينقل. وبقدر ما يلتزم بهذه القيم، بقدر ما يصبح صوته جزءًا من إرث الشرف الذي تركه لنا الرسول ﷺ في البلاغ المبين.

 ختامًا

 فلتحيَ الكلمة الحرة، وليبقَ الإعلام الشريف حصنًا منيعًا للوطن، ولتبقَ رسالة الحق ممتدة من نور النبوة إلى حاضر الأمة ومستقبلها.