الرئيسية الصحة مختص يحذر .. إهمال التهاب اللوزتين المتكرر يرفع فرص” الحمى الروماتيزمية ومشاكل...

مختص يحذر .. إهمال التهاب اللوزتين المتكرر يرفع فرص” الحمى الروماتيزمية ومشاكل القلب”

166
0

 

منصور نظام الدين: جدة:-

حذر إستشاري الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء الحاج حسين : من إهمال علاج التهاب اللوزتين المتكرر عند الأطفال واستئصالهما ، مبينًا أن التهاب اللوزتين المتكرر ليس مجرد مرض عابر، بل قد يكون بوابة للإصابة بمرض خطير وهو الحمى الروماتيزمية التي تترك أثرًا دائمًا على القلب ، لذلك فإن التشخيص المبكر والعلاج السليم والمتابعة الطبية المستمرة تعتبر الأساس لحماية صحة الأطفال والبالغين من هذه المضاعفات الخطيرة.

وأوضح د.ضياء تزامنا مع اليوم العالمي للقلب الذي يصادف 29 سبتمبر من كل عام، أن الحمى الروماتيزمية هي رد فعل مناعي مؤخر ضد بكتيريا المكورات العقدية، و يمكن الوقاية من ذلك عن طريق التشخيص الفوري لالتهاب الحلق العنقودي وعلاج التهاب الحلق بالعقديات ، إذ تبدأ أعراضها عادة بعد حوالي أسبوع إلى خمسة أسابيع من إصابة الطفل ببكتيريا المكورات السبحية، ومع ذلك فأن كل طفل قد يعاني من أعراض مختلفة، وقد تشمل الأعراض التهاب المفاصل، طفح جلدي وردي بحواف غريبة تظهر عادة على جذع الجسم أو الذراعين والساقين ، حمى ، فقدان الوزن ، إعياء ، آلام المعدة، تغيير في الحركات العصبية والعضلية للطفل مثل الرُقاص ، وهو مشتق من كلمة يونانية ((chorea تعني الرقص .

وتابع : الرقاص هو أحد الاضطرابات الحركية الناتجة عن التهاب أجزاء في الدماغ تتحكم في تنسيق الحركات ، وهو يصيب ما بين 10-30% من مرضى الحمى الروماتيزمية، ومن بين العلامات المبكرة للمرض صعوبة الكتابة أو صعوبة في ارتداء الملابس أو حتى صعوبة في المشي وتناول الطعام نتيجة للحركات اللاإرادية ، وقد تختفي أثناء النوم أو تتفاقم بسبب الإجهاد أو التعب ، وتؤثر هذه الحالة عند الطلبة على مستواهم الأكاديمي بسبب ضعف التركيز والاختلال وعدم استقرار المزاج وسهولة البكاء ، وإذا كان المرض غير حاد، فقد يظن خطأ بأنه عبارة عن اضطرابات سلوكية، والرقاص قد ينتهى تلقائيا ، رغم الحاجة للعلاج الداعم وللمتابعة ، والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 15 عامًا هم أكثر عرضة للإصابة بالحمى الروماتيزمية خاصة إذا كانوا يعانون من عدوى بكتيريا الحلق المتكررة.

ونوه أن هناك عدة دراسات تناولت علاقة التهاب اللوزتين بالحمى الروماتيزمية والقلب منها دراسة نشرت في مجلة International Journal of Pediatric Otorhinolaryngology وأظهرت أن مرضى التهاب اللوزتين المتكرر الذين لديهم ارتفاع في أضداد العقديات قد يظهر لديهم تغيّر في صمامات القلب حتى دون أعراض واضحة، حيث وجد أن نحو 5% من المرضى ظهرت لديهم علامات مرض قلب روماتيزمي باستخدام الموجات الصوتية للقلب ، فيما أكدت مراجعة علمية أخرى في Current Infectious Disease Reports أن علاج التهاب الحلق العقدي بالمضادات الحيوية ليس هدفه فقط تخفيف الأعراض، بل يهدف بالدرجة الأولى إلى منع المضاعفات غير القيحية مثل الحمى الروماتيزمية ، وأشارت إلى أن تكرار العدوى أو عدم إكمال العلاج يزيد احتمالية الإصابة ، وهناك ايضا هناك دراسة تم تنفيذها في قسم طب الأطفال بكلية الطب في جامعة شيانغ ماي، تايلاند ، نشرت عام 2023 وتابعت مرضى أصيبوا بالحمى الروماتيزمية، إذ بينت أن من تعرضوا لتكرار الإصابة بالتهاب اللوزتين كانوا أكثر عرضة للإصابة بخلل صمامي أستدعى التدخل الجراحي لاحقًا ، وهذا يوضح أن إهمال علاج التهاب اللوزتين قد تكون نتائجه تراكمية وخطيرة على القلب.

وحول مسببات الحمى الروماتيزمية مضى الدكتور ضياء قائلًا:

أعراض الحمى الروماتيزمية ليست بسبب البكتيريا نفسها، ولكنها تكون بسبب استجابة الجهاز المناعي لها حيث أنه ليس من المعروف ، لماذا يتوقف الجهاز المناعي عن العمل بشكل مناسب ، ووجدت العديد من النظريات والدراسات حول هذا الموضوع، إلا أن واحدة من هذه النظريات أشارت إلى أن التركيب الجزيئي للبكتيريا العقدية مماثل لأنسجة معينة في الجسم، فبالتالي جهاز المناعة لا يقوم بمهاجمة البكتيريا لوحدها بل يهاجم أنسجة الجسم التي تحمل نفس التركيب الجزيئي ، فيما تشير نظرية أخرى إلى أن بعض الناس يولدون ببعض الصفات الوراثية التي تجعل نظام المناعة لديهم أكثر عرضة للعطل بعد التهاب الحلق .

ولتجنب هذه المضاعفات قدر الإمكان يواصل الدكتور ضياء بقوله :

لابد من التوجه إلى الطبيب على الفور بمجرد ملاحظة بعض الأعراض التي تتمثل في الآتي :

-التهاب أو احتقان الحلق: وهو من الأعراض الأولية التي تظهر مع بداية إصابة الطفل بالميكروب السبحي المسبب الرئيسي لروماتيزم القلب.

-ارتفاع في درجة حرارة الطفل ، تستمر لأكثر من 48 ساعة (أكثر من يومين متواصلين) ، وبعد مرور 10 أيام أو أسبوعين على التهابات الحلق يظهر عدد من الأعراض الأخرى.

-التهابات في بالمفاصل الكبيرة مثل مفصل الركبة أو الكاحل، أو في أكثر من مفصل.

-ألم شديد واحمرار وتورم في المفاصل.

-يمكن أن ينتقل الالتهاب من مفصل لأخر.

-حركات عضلية لا إرادية.

-الخفقان ، صعوبة في التنفس ، التعرق مع أقل مجهود ، التهابات متكررة في الصدر.

وأكمل د.ضياء ” ليس كل شكوى للطفل في المفاصل يكون سببها الحمى الروماتيزمية بل قد ترجع لأسباب أخرى كالروماتويد” ، ولتجنب التشخيص الخاطئ لابد من ضرورة اللجوء إلى طبيب قلب أطفال أو طبيب روماتيزم أطفال.

وعن علاج حمى القلب الروماتيزمية خلص الدكتور ضياء إلى القول:

بينما ظل الأسبرين هو العقار الأساسي للعلاج، فإن حقن البنسلين طويل المفعول ، وبانتظام لعدة سنوات هو الدواء الأمثل وإذا ما تكرر النشاط الروماتيزمي قد يستمر العلاج إلى أن يصل فوق الـ 20 عاماً مع الراحة التامة وتناول المضاد الحيوي المناسب تحت إشراف طبي، وأيضاً العلاج بالكورتيزون لمدة معينة حسب عمر وحالة المريض، ويكون ذلك تحت إشراف طبي بغرض الحيلولة دون تأثر القلب بالمرض.