الكاتبة /وجنات صالح ولي.
حين تبتسم الصدفة نلتقي أشخاصًا لم نحسب يوم أن نتعرف عليهم ولقائهم لم يكن في الحسبان ، وكأن القدر أختار لحظته بعناية ليضع إنسانًا في طريقنا يوقظ شيئًا كان نائمًا في داخلنا. يحدث أن تلتقي أحدهم في لحظة عابرة وفي مكان كنت تمرّ به بلا انتظار، فتشعر أن قلبك انتبه قبل عقلك وأن تلك اللحظة الصغيرة حملت معنى لا يمكنك تجاهله. لا يحتاج الأمر إلى كلام طويل، فبعض اللقاءات تكفيها نظرة تستقر في القلب أو إبتسامة تفتح نافذة شعور جديدة. قد يكون الشخص عابرًا أو بداية لحكاية لا تعرف نهايتها، لكن الأكيد أن الصدفة لا تأتي عبثًا؛ تأتي حين تكون مستعدًا لشيء جديد حتى لو لم تقل ذلك لنفسك. أحيانًا نلتقي بمن يشبه إجابة لسؤال لم نطرحه، أو مرآة تعكس ما فقدناه، أو حضورًا يخفف ثِقل الأيام. وقد تكون اللحظة قصيرة لكنها تترك أثرًا أطول من عمرها، كأن الحياة تريد أن تقول لنا: هناك لقاءات تُشفى بها أرواحنا حتى لو لم تستمر. الصدف لا تخطئ، وما كان مكتوبًا أن يصل سيصل مهما كانت الطرق مزدحمة، فليس كل لقاء يتحول إلى حب، لكنه قد يتحول إلى أثر جميل يبقى في الذاكرة لأن البداية جاءت ببساطة… حين تبتسم الصدفة.






