عادل بكري – جازان – صدى نيوز إس
تُعد التنهيدة من أبسط أشكال التعبير عن المشاعر الداخلية لكنها في الوقت نفسه من أصدق لغات النفس فهي ليست مجرد فعل عابر بل لغة الروح حين تثقلها المشاعر وتبحث عن اتزان.
وحين تشعر النفس بالضغط أو الامتلاء لا تجد أحيانًا الكلمات الكافية لتفسير ما بداخلها فتأتي التنهيدة لتكون التعبير الأصدق الصمت الذي يتكلم والرسالة التي يسمعها صاحبها قبل غيره.
التنهيدة ليست مجرد فعل جسدي بل استجابة نفسية عميقة تشير إلى أن النفس بحاجة إلى راحة وإلى تفريغ وإلى مساحة أوسع للتنفس.
وحين ينهض الإنسان من مشقة يوم طويل أو يواجه ضغوطًا نفسية متلاحقة تأتي التنهيدة كمنفذ طبيعي للهواء ووسيلة للتخفيف من ثقل التوتر واستعادة شيء من التوازن.
ويمكن القول إنها لغة النفس المتعبة التي تستعين بالهواء لتحمل جزءًا من عبئها ومن خلالها تتجسد مشاعر متعددة من الإرهاق الداخلي إلى الرغبة في التغيير أو التجدد.
وهي تعبير داخلي بلا كلمات لكنها تحمل في طياتها دعوة للهدوء والتفهم والراحة.
كما تذكرنا بأن النفس بحاجة إلى التفريغ من وقت لآخر وأن التعبير العاطفي ليس ضعفًا بل وعي داخلي وإحساس صادق بالذات.
فالتنهيدة ليست ضعفًا بل لغة ضيق عابر ولغة بحث عن الراحة في صمت النفس دون حاجة إلى كلمات.
وفي الختام
تبقى لغة القلب الخفي همسًا يسافر بين التعب والرجاء يذكرنا بأن الروح مهما أثقلت تحتاج دائمًا إلى لحظة صفاء وإلى لحظة حب تتنفس فيها الحياة من جديد.






