الرئيسية الصحة الأغا : رصد علامات قصر القامة عند الأطفال مبكرا يعزز مراحل العلاج...

الأغا : رصد علامات قصر القامة عند الأطفال مبكرا يعزز مراحل العلاج والنمو الصحي

16
0

 

جدة – ماهر عبدالوهاب

أكد أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا، أن اكتشاف حالات قصر القامة لدى الأطفال الناتجة عن نقص هرمون النمو يبدأ غالبًا من ملاحظات يومية بسيطة تقوم بها الأسرة ، وهو ما يعتبر مؤشرًا مهمًا يستدعي التقييم الطبي المبكر.

وأوضح أن التأخر في تشخيص وعلاج قصر القامة قد يترتب عليه انعكاسات سلبية متعددة، حيث يكبر الطفل في عمره الزمني بينما يبقى جسده أصغر من الطبيعي، فتبدو ملامح وجهه طفولية مقارنة بأقرانه، وقد يصاحب ذلك تأخر في بزوغ الأسنان، وزيادة في نسبة الدهون على حساب الكتلة العضلية، ليظهر الطفل قصير القامة وممتلئ الجسم.

وأشار إلى أن الجانب النفسي يمثل تحديًا بالغ الأهمية في هذه الحالات، إذ قد يعاني الطفل من مشاعر النقص والإحباط، ويصبح أكثر عرضة للتنمر من الآخرين بسبب قصر قامته، مما قد يدفعه إلى العزلة الاجتماعية، أو فقدان الثقة بالنفس، أو حتى رفض الذهاب إلى المدرسة.

وبيّن البروفيسور الأغا أن تشخيص حالات قصر القامة يعتمد على إجراء مجموعة من الفحوصات والتحاليل الدقيقة، للتأكد من أن السبب الحقيقي يعود إلى نقص هرمون النمو، وليس لعوامل عضوية أو وراثية أو صحية أخرى ، وبعد التأكد من التشخيص، يبدأ العلاج بهرمون النمو وفق خطة طبية مدروسة، مع متابعة دقيقة لمعدلات الطول والتغيرات التي تطرأ خلال فترة العلاج.

وأكد أن الدراسات العلمية أثبتت أن الأطفال الذين يعانون من قصر القامة الوراثي، مع سلامة مستوى هرمون النمو لديهم، لا يستفيدون من العلاج بهرمون النمو، مشددًا على أن استخدامه في مثل هذه الحالات يُعد إهدارًا للوقت والجهد والتكلفة العلاجية دون تحقيق فائدة حقيقية. وأضاف أن هناك حالات يكون فيها هرمون النمو سليمًا، لكن الطفل لا ينمو بشكل طبيعي نتيجة وجود مقاومة لهرمون النمو بسبب بعض الأمراض أو المتلازمات، والتي يتم تحديدها بدقة عبر الفحوصات المتخصصة، وفي هذه الحالات فقط يمكن أن يكون إعطاء هرمون النمو خيارًا علاجيًا مناسبًا وفق التقييم الطبي الدقيق.

وختم البروفيسور الأغا تصريحه بالتأكيد على أن التشخيص المبكر والمتابعة المنتظمة يشكلان حجر الأساس في علاج قصر القامة لدى الأطفال، لما لهما من دور محوري في تحسين النتائج الجسدية والنفسية، وتمكين الطفل من نمو صحي ومتوازن يعزز جودة حياته وثقته بنفسه.