الرئيسية مقالات جدل ولغط حول عام 

جدل ولغط حول عام 

56
0

 

(آت رطوماضى)

ا/محمد باجعفر

يتجادلون حول الأعوام

كما لو أنّ الزمن كائنٌ واعٍ

يخطئ ويصيب،

يعطي ويمنع،

ويقرّر من يستحق الفرح

ومن يُؤجَّل ألمه.

يتعلّقون بـ 2025

كأنها المسؤولة عمّا انكسر فيهم،

وكأنها هي من رتّبت الخسارات

واختارت لحظات الفقد

واصطادت الذاكرة بما لا يُنسى.

ثم يلتفتون إلى 2026

بنبرة رجاء خفي،

كأن الرقم القادم

يحمل مفاتيح الأبواب المغلقة،

وكأن تبدّل التقويم

يكفي ليغيّر المصائر.

لكن الزمن لا يعرفنا،

ولا يتآمر علينا،

ولا يحتفل بنا.

هو مجرّد عبورٍ صامت،

نحن من نملؤه بالمعنى

أو نتركه فراغًا.

السنوات أوعيةٌ فارغة،

نصبّ فيها خوفنا،

ونعلّق على جدرانها آمالنا،

ثم نلومها إن امتلأت بما لا نحب.

الحقيقة التي نهرب منها

أن الأقدار لا تسكن التواريخ،

ولا تتخفّى خلف الأرقام،

وأن ما يصيبنا

لم يكن يومًا قرار سنة،

بل حكمة تُدار

بميزان لا نراه.

لذلك…

لا تخاطبوا الزمن،

ولا تفاوضوا الأعوام،

ولا تُحمّلوا اللحظات أكثر مما تحتمل.

حدّثوا الله بما تريدون،

لا كطلبٍ عابر،

بل كاعتراف عميق

بعجز الفهم البشري

أمام تدبيرٍ لا يخطئ.

وإن ضاق الكلام،

وخذلت اللغة،

وبدا الطريق معتمًا،

فـ الحمد لله

ليست عبارة تُقال،

بل موقف وجودي

نقف فيه بثبات

بين ما كان

وما سيكون.

هي القبول حين لا نفهم،

والثقة حين لا نرى،

والسلام الوحيد

في عالمٍ يتغيّر

ولا يَعِد بشيء.

الأربعاء

10 رجب 1447هـ

31 ديسمبر 2025م