خضران الزهراني / الباحة
في حياتنا اليومية، نواجه مواقف كثيرة تتطلب منا الصبر والحكمة لضمان استمرار علاقاتنا بشكل صحي ومتوازن. ومن أهم المهارات التي تُسهم في نجاح العلاقات الإنسانية هو التغافل. التغافل ليس ضعفًا أو تجاهلًا تامًا، بل هو فن اختيار ما يجب التركيز عليه وما يجب تجاوزه حرصًا على راحة النفس وتجنبًا للخلافات.
التغافل مع الأطفال:
يُعتبر التغافل جزءًا من التربية الحكيمة، حيث يساعد الآباء في التركيز على تنمية الجوانب الإيجابية لدى أطفالهم بدلًا من تضخيم الأخطاء الصغيرة، مما يسهم في تعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال وبناء شخصياتهم.
التغافل مع الزوجة:
في الحياة الزوجية، التغافل عن الزلات الصغيرة والهفوات يعزز الاحترام المتبادل بين الشريكين ويقوي أواصر الحب والمودة، إذ أن التركيز على الأخطاء يُضعف العلاقة ويؤدي إلى نشوب الخلافات.
التغافل مع الموظف:
في بيئة العمل، التغافل عن الأخطاء البسيطة للموظف من قبل المدير أو المسؤول يُعتبر تصرفًا حكيمًا يدفعه للإصلاح والتطوير بدلًا من الإحباط، ويخلق جوًا إيجابيًا يحفز الإنتاجية.
التغافل مع الصديق:
الصداقة قائمة على التسامح والإخلاص، والتغافل عن العثرات البسيطة يُظهر النية الصافية والوفاء بين الأصدقاء ويجعل العلاقات تستمر بروح نقية وصادقة.
التغافل مع الأقارب والأخوة:
التغافل مع الأقارب هو وفاء، ومع الإخوة محبة، إذ أن تجاوز الهفوات والبعد عن التدقيق يُسهم في تعزيز روابط المحبة والأخوة التي لا تُعوّض.
التغافل مع الوالدين:
التغافل مع الوالدين يُعتبر برًّا بهم، فالوالدان لهما مكانة عظيمة، ويجب التعامل معهما بكل لين ورفق دون التركيز على التفاصيل الصغيرة.
التغافل مع الآخرين:
مع الناس عمومًا، التغافل يُعتبر كرم أخلاق ونُبل صفات، ويُظهر شخصية راقية تحترم الجميع وتتجنب الصراعات.
ختامًا:
التغافل مهارة لا يتقنها إلا من امتلك الحكمة والعقل الراجح. فهو ليس ضعفًا أو تهاونًا، بل هو قوة داخلية تُسهم في بناء جسور المحبة والسلام مع من حولنا. وكما قيل:
التغافل فن لا يتقنه إلا الكبار.