منصور قريشي :مكة المكرمة
حذر أستاذ الصحة العامة واستشاري طب الأسرة والمجتمع البروفيسور توفيق أحمد خوجة ، جميع أفراد المجتمع من مخاطر إشعال الفحم داخل الغرف لمواجهة البرودة الشديدة ،
مبينًا :أن غياب الوعي الصحي بمخاطر إستخدام الفحم داخل البيوت للتدفئة أمر خطير جدًا ،إذ ينتج عن ذلك غاز أول أكسيد الكربون ويسبب التسمم عند استنشاقه.
واشار البروفيسور خوجة تزامنًا مع موسم الشتاء والبرودة الشديدة التي تشهدها بعض مناطق المملكة: إن غاز أول أكسيد الكربون هو غاز سام عديم الرائحة واللون، ويدخل إلى الدم عند استنشاقه مع دخان الفحم، وفي الدم يلتصق بشدة مع الهيموجلوبين في داخل خلايا الدم الحمراء، ويؤدي ذلك إلى إعاقة قدرة الدم على حمل الأكسجين وتزويد أعضاء الجسم المختلفة به، وهناك جانب آخر لضرر غاز أول أكسيد الكربون، وهو أنه عندما يصل إلى الجهاز العصبي فإنه يتسبب في المعاناة من أعراض الدوار أو القيء أو الغثيان أو تدني مستوى الوعي والإدراك أو الإغماء أو تلف دائم في الخلايا العصبية، وفي الحالات الشديدة قد يتسبب في مضاعفات خطرة، والأشخاص الأكثر عُرضة لهذه الأضرار الصحية هم الأجنة في رحم الأم الحامل، وكبار السن، والأطفال، ومرضى القلب، ومرضى الرئة، ومرضى فقر الدم.
وبين أن آثار التعرض لغاز أول أكسيد الكربون بصورة كبيرة تختلف من شخص لآخر وفقًا إلى العمر، والصحة العامة، ومدى تركيزه، وطول مدة التعرض له، وأهم مصادره أجهزة التدفئة التي تعمل بالحطب، أو بالغاز والكيروسين بدون فتحة تهوية، عوادم السيارات، أو الشاحنات، أو الحافلات، بجانب مصادر أخرى يدخل فيها الاشتعال بالحطب .
ودعا البروفيسور خوجة إلى ضرورة توعية السائقين والعمالة بأمر مخاطر إشعال الفحم داخل الغرف للتدفئة، فللأسف هناك حالات قد تجهل مخاطر هذا الأمر ، وما يحدث في هذه أن الفحم يقضي على الأكسجين في الغرفة، ويتسبب في تشبع الغرفة الصغيرة والمحكمة الإغلاق بغاز أول أكسيد الكربون مما تسبب في تعرض الفرد لمضاعفات خطيرة جداً تصل إلى حد الوفاة.
وشدد البروفيسور خوجة على أنه في حال استخدام الفحم أو الحطب على ضرورة أن يكون ذلك في الأماكن المفتوحة وبعيدًا عن تواجد الأطفال، مع ضرورة ارتداء الكمامة الصحية لتجنب الاستنشاق وحدوث التسمم فعند احتراق الحطب ونشوء تفاعل كيميائي بين مادتين ينتج عنها حرارة وغاز ثاني أكسيد الكربون وماء، فإشعال الحطب قد لا يعطي فقط غاز أول أكسيد الكربون بل ثاني أكسيد الكربون أيضًا.