محمد باجعفر /أبوعريش
في موسم الشتاء ببرده القارس وثلوجه المتراكمة على اسطح ممتلكاتنا وعلى غصون الأشجار،وزجاج السيارات والدخان المتصاعد من أنفاسنا تبقى عيناي تجول هنا وهناك تبحث عنك في كل مكان..
بين الضباب وأرتال،الثلوج وأكوام الجليد خشيت أن غطتك تراكمته كما فعلت بك تراكمات منغصات الحياة وضغوطها فلم أكتفي بتلك الأماكن للبحث عنك
بل مازلت أواصل البحث عنك بين حقول القمح والشعير،وفي الفيافي والقفار أبحث عنك في كل ركن وزاوية..
وقد اكتظت الأماكن بالواقفين والجالسين والعابرين في الطرقات و المنتظرين في محطات القطار
وصالات المطارات..وشواطئ البحار وأرصفت الموانيء
ما زلت افتش عنك بالرغم من زحمة الطريق وتشابه الناس والأشياء..لكنك مختلفة عنهم..
في كل شيء في الفكر والأخلاق..وكتابة الحروف والكلمات وسرد القصص ونظم القوافي والأشعار
وفن الخطابة والإلقاء
عجزت في العثور عليك رغم فترة البحث الزمنية التي طالت وتنوعت زمانا وبعدت مكان ..
حينئذ أدركت انك لست مثلهم..
فنظرت بالافق البعيد..
فوجدتك كوكبا في عالمٍ فريد..
يسبح في الفضاء مع الكواكب والنجوم..
تارة كالشمس ساطعة بالنهار..
وأخرى كالقمر المنير في ظلمة الليل..
لاالليل يطربه هدوئ.. ولا النهار صار لي رفيق..
فمضيت على أقداري افتش..كالريح يسكنها الحريق..
وغصت في أعماق المحيطات و البحار..
ابحث عن صدف اللؤلؤ والمحار..
وكنوز البحر المختبئة بين شقوق الصخور المرجانية وشعابها..
افتش عنك يا قلبي النابض.. القابع بين حنايا أضلعي
كأنني اعرفك منذ زمن قديم
وكنت اؤثر قربك على الرحيل
ويزداد هواي بك وانت النعيم
لكن المسافة اغتالت فرحتي لقد أقصاك عني ذاك الحاجز الشرعي..
لكن لابد للغيم ان يمطر..
والشمس ان تسطع وينبلج النهار فيبدد سواد الليل الحالك والظلام