الرئيسية أخبار عربية وعالمية جلسة تأبين الشيخ السيد جعفر مسعود الحسني الندوي رحمه الله

جلسة تأبين الشيخ السيد جعفر مسعود الحسني الندوي رحمه الله

85
0

 

بقلم: السيد حذيفة علي الندوي، كامبردج، المملكة المتحدة.

نظّمت أكاديمية الزميل بالهند، مساء يوم الجمعة 17 يناير 2025م، جلسة تأبينية مهيبة لإحياء ذكرى الأمين العام لندوة العلماء، السيد جعفر مسعود الحسني الندوي الذي وافته المنية قبل أيام إثر حادث سيارة مفجع.
إن الشيخ جعفر رحمه الله كان رمزًا للعلم والتواضع، وشخصيةً ربانيةً تركت بصماتها لا تمحى وآثارًا لا تنسى على جبين مختلف ميادين العلم والدعوة.
وقد اجتمع في جلسة العزاء والتأبين عددٌ كبير من العلماء والباحثين والطلاب من الهند وخارجها بعيون ذارفة وقلوب مؤلمة لاستذكار سيرته العطرة ومآثره الجليلة ولتعبير تعازيهم وذكرياتهم وتجاربهم معه. وقد تولّى الإشراف على تنظيم هذه الجلسة الدكتور مبين الحق الندوي، مدير أكاديمية الزميل، كما تولى إدارة البرنامج الدكتور سعيد بن مخاشن الأستاذ المساعد بجامعة مولانا آزاد الأردية الوطنية بحيدرآباد.
استُهلّت الجلسة بتلاوة الآيات المقدسات من القرآن الكريم، وتشرف بتلاوتها الأخ الفاضل أويس الندوي، ثم شهدت الجلسة كلمات مؤثرة ألقاها نخبة من العلماء البارزين الذين عايشوا مع الشيخ جعفر مسعود رحمه الله وقضوا معه جزءا من حياتهم وتأثروا بعلمه وخلقه، وعلى رأسهم:
• الشيخ محمد فضل الرحيم المجددِي حفظه الله، الأمين العام لجمعية قانون الأحوال الشخصية للمسلمين، الذي استعرض حياة الشيخ جعفر الحسني رحمه الله، مركّزًا على تواضعه الجمّ وإخلاصه في خدمة الأمة الإسلامية، كما ألح على ضرورة الحفاظ على إنجازاته واستمرار العمل على خطاه.
• الأستاذ محمد وثيق الندوي، مدير تحرير مجلة الرائد، الذي تناول الدور الريادي للشيخ جعفر الحسني رحمه الله في إثراء الصحافة الإسلامية وتعزيز مكانة اللغة العربية، مشيرًا إلى إرثه الكبير في مجال التربية والتعليم.
• الأستاذ شعيب الحسيني الندوي، رئيس قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بكلية حراء، منغالورو كرناتكا، الذي ركّز على الإسهامات العلمية والفكرية للشيخ جعفر رحمه الله، وخاصةً اهتمامه بتوجيه الشباب إلى مكارم الأخلاق ودماثتها، وتعزيز البحث العلمي.
• المفتي محمد حبيب الرحيم، نائب رئيس جامعة الهداية بجيفور، الذي ألقى الضوء على جهود الشيخ جعفر الإصلاحية ودوره في تجديد المؤسسات التعليمية بروح منفتحة وشاملة.
• السيد حذيفة علي الندوي، باحث الدكتوراه في SOAS، بجامعة لندن، الذي تحدّث عن تواضع الشيخ جعفر رحمه الله، مسلطًا الضوء على مواقفه الإنسانية التي تُظهر زُهده. وأشار إلى أن الشيخ، رغم مكانته العالية كأمين عام ندوة العلماء، لم يكن يرى بأسًا في ركوب الدراجة النارية أو الجلوس خلف أحد على دراجة صغيرة، مجسدًا صورةً حيّةً للتواضع الذي تميّز به العلماء الربانيون مثل الشيخ أبي الحسن الندوي وأفراد عائلته المباركة.
٠الأستاذ رشدي الندوي من تايلاند، الذي شارك بكلمة مميزة تحدث فيها عن التأثير العالمي للشيخ جعفر مسعود رحمه الله، الذي أشاد بتواضعه الجمّ وعلاقته الأخوية مع العلماء والطلاب على حد سواء.

رغم عدم تمكن بعض العلماء البارزين من الحضور شخصيًا نظرًا لمسؤولياتهم المكثفة، إلا أنهم بعثوا برسائل خاصة وشاركوا بالدعاء للشيخ رحمه الله. كان من بينهم:

• الشيخ بلال الحسني الندوي، رئيس العام لندوة العلماء، الذي عبّر عن عميق تأثره بهذا المصاب، ووجّه دعاءً صادقًا أن يجعل الله الشيخ جعفر في أعلى درجات الجنة، مشيدًا بإخلاصه وتواضعه الذي كان مثالًا للعالم الرباني.

• الدكتور محمد أكرم الندوي، الذي أعرب عن بالغ حزنه لعدم تمكنه من الحضور، وذكر في رسالته أن فقد الشيخ جعفر مسعود الحسني رحمه الله يمثل خسارة كبيرة للعالم الإسلامي. كما دعا له بالرحمة والمغفرة، سائلًا الله أن يتقبله في الصالحين.

اختُتمت الجلسة بدعاء خاشع للفقيد، ألقاه الشيخ محمد فضل الرحيم المجددي، سائلا الله عزوجل أن يتغمد الشيخ جعفر مسعود الحسني بواسع رحمته، وأن يجعل قبره روضةً من رياض الجنة، وأن يرفعه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. كان الدعاء مشحونًا بالمشاعر الصادقة، مما جعل الحضور يذرفون الدموع تأثرًا حتى امتلأت قلوبهم حنانا ورأفة.

لم تكن هذه الجلسة مجرد تأبين وعزاء؛ بل كانت شهادةً حيّةً على تأثير العلماء الربانيين في حياتهم وبعد رحيلهم. رحم الله الشيخ جعفر مسعود الحسني، وأسكنه فسيح جناته، وألهم الجميع الصبر والسلوان في هـذا المصاب الجلل، ووفّق الأمة الإسلامية للسير على نهجه المليء بالإخلاص والتواضع والعمل الجاد.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا