منصور قريشي :مكة المكرمة:-
أكد عدد من الأدباء والشعراء على الدور الكبير الذي يقوم به نادي مكة الثقافي الأدبي بمكة المكرمة ،في الساحة الأدبية والثقافية، من خلال الأنشطة والبرامج والفعاليات والمهرجات التي ينظمها بشكل
ومن ذلك مهرجان
ذي المجاز الشعري، الذي سينطلق في نهاية شهر رجب الحالي، بدعم من مستشفى محمد صالح باشراحيل بمكة المكرمة ، والنجاح الكبير الذي أحدثته في دورته الأولى متوقعين إستمرار النجاح في الدورة الثانية
،مؤكدين بأن عوامل النجاح في احتضان مكة المكرمة بكل أبعادها الدينية والأدبية الحضارية لهذا الحدث الثقافي، واتساع دائرة المشاركة، وجمعها بين تيارات الشعر المختلفة، بالإضافة للدعم المالي الذي يتلقاه المهرجان من قبل مستشفى محمد صالح باشراحيل بمكة المكرمة ، مما أسهم في أن يسطّر المهرجان اسمه البارز في أجندة الفعاليات الثقافية التي تحتضنها الأندية الأدبية
يؤكد الدكتور أحمد بن عيسى الهلالي، عضو هيئة التدريس بجامعة الطائف: بأن نادي مكة الأدبي مواصل العطاء مع شريكهم الإستراتيجي من مستشفى محمد صالح باشراحيل وتوضيح الدورة الثانية من مهرجان سوق ذي المجاز، ويعد التاريخ العريق المهم أحد أسواق العرب الثلاثة القديمة، فبعد أن يلتقون في عكاظ بالطائف في ذي القعدة، ينزلون إلى مكة ويقضون العشر الأواخر من ذي القعدة في سوق مجنة قريبًا من الجَموم، ثم يقتربون من المشاعر المقدسة فيقيمون الثمانية الأيام الأولى من ذي الحجة في سوق ذي المجاز، وبعد ذلك يَشرعون في مناسك حجهم، وهذا الرمز التاريخي الثقافي يستحقُ توقف الباحثين وعلماء الآثار والأدباء، وأخالُ أن الالتفاتة الذّكية من أدبي مكة ستعقبها التفاتات الجهات المختصة الأخرى،
وسنرى اهتمامًا يوازي قيمة الرمز التاريخي والثقافي.
واشار الدكتور أحمد الهلالي: بان إحياء هذا الرمز الثقافي التاريخي يُسهمُ إسهامًا عميقًا في العناية بالمكانة المستحقة للمملكة العربية السعودية الأدبية، والعناية بالموروث الثقافي، ودعم حركة الشعر العربي محليًا وعالميًا.
ويضيف الشاعر الدكتور سعد حامدي قائلاً : يرتكز مهرجان ذي المجاز الشعري على عدّة ركائز، كلها تساعد في انجاحه وفي تطوره، فهو يحمل اسم أحد أهم أسواق العرب في الجاهلية، وهذه الركيزة ذات مغزى مهم؛ كيف لا، واسم ذي المجاز أشهر من نار على علم! والركيزة الثانية تتمثل في ان نادي مكة الثقافي الأدبي الذي أخذ على عاتقه فكرة اقامة المهرجان، وجعله تظاهرة ثقافية في نسختها الثانية وأرجو أن يستمر، أما الركيزة الثالثة فتتمثّل في المال الثقافي والذي تفضّل به ابن مكة الصديق الشاعر الدكتور عبدالله باشراحيل، بدعم من مجموعة والده- رحمه الله- ، محمد صالح باشراحيل؛ الذي لم يتوانَ في دعم المهرجان، وهذا يحسب له وليت بقية رجال الأعمال في مكة المكرمة – حرسها الله- يساعدون إدارة النادي في بناء مقر النادي، الذي هو بمثابة العلامة الثقافية المهمة متى ما اكتمل.
واشار الدكتور حامدي موضحاً محاسن المهرجان وأثره على الساحة الأدبية والثقافية،
فقال: مردود المهرجان على الساحة الثقافية أكثر من أنْ يختصر هنا؛ فهو يجمع شعراء الحجاز في تظاهرة ثقافية مهمة، (أنتظر أن يتطوّر في نسخه القادمة ليضم سائر شعراء المملكة العربية السعودية والوطن العربي)، وهو يعيد للشعر ألقه ومكانته.
كما تحدث الشاعر ياسر الحاشدي مؤكداً بان مكة المكرمة لها مكانة دينية وتاريخية وأدبية، وأكانت حاضنة لمعظم مشاهد الأدب من خلال أسواقها مثل ذي المجاز وغيره..
وأضاف : ونادي مكة الثقافي طالما كان رافدا للحركة الثقافية بعدد من النشاطات والمهرجانات، التي أعلنت مكانة مكة المكرمة، والجميل أنها لم تنسلخ من الماضي العريق التي جسدته، وكان آخر مهرجان أقامته مهرجان ذي المجاز الشعري الأول، الذي كان تظاهرة شعرية حركت عجلة الثقافة للأمام.
كما تحدثت الشاعرة الدكتورة صباح فارسي مؤةدة بأن الشعرُ الفصيحُ يَلعبُ دورًا مهمًا في حركة الشعر في المملكة، من حيث كونه يَعكسُ الهوية الثقافية ويُعزّز القيم الوطنية، ويُسهم في التعبير عن القضايا المجتمعية والوطنية، ويبرزُ صوتَ المملكة في المحافل الأدبية، كما يُرسي صلة بين الأجيال الشّابة والموروث الثقافي، مدعومًا بمبادرات الأندية الأدبية والفعاليات التي تُحافظُ على مكانته وتُعزّز حضوره في المجتمع..
وأضافت : ويُعتبر اهتمام نادي مكة الثقافي الأدبي بإقامة مهرجان يحملُ اسم “سوق ذي المجاز الشعري” خُطوة مهمة للحفاظ على التراث الثقافي العربي، وإحياء تاريخ الأدب العربي في الجاهلية، حيثُ كانت الأسواق الأدبية تُشكّل مُنتدًى للمنافسة الشعرية، والنقاشات الفكرية والثقافية، كما أن تأثير هذا المهرجان على السّاحة الشعرية يَأتي من تشجيع الشعراء والمثقفين على تقديم أعمالهم وإحياء الروح الأدبية التي كانت جزءًا من ثقافة العرب القديمة، كما يُتيح الفرصةَ لاكتشاف مواهب جديدة وتَعزيز التفاعل بين الأجيال في ميدان الشّعر والأدب.
كما اكدت الدكتورة صباح: يُنتظرُ من هذا المهرجان أن يُساهمَ في ترسيخ أهمية الأدب العربي وأن يَخلقَ منصةً تفاعليةً تجمعُ بين الأصالة والحداثة، مما يُسهمُ في بناء جسر ثقافي بين الماضي والحاضر، ويُشجعُ على تعزيز دور الشعر في مجتمعاتنا المعاصرة.