الرئيسية مقالات شَيْءٌ مَا

شَيْءٌ مَا

54
0

 

محمد الرياني

ثَمَّةَ خطأ ما ، قبل أن ينتهي الأسبوعُ بيومٍ واحدٍ حدَثَ شيءٌ مهمٌّ عندما داهمَه النعاس ، يبدو أنَّ الوجبةَ التي لم يعتد عليها قد أربكتْ معدتَه وصنعتْ تلبُّكًا غيرَ مسبوق ، الجوُّ رائعٌ مع بزوغِ القمرِ مساء ذلك اليوم ، لم يهنأ بنوبةِ النومِ التي صاحَبتْه ، الغرفةُ التي استرخى فيها على أحدِ أسرتها بدتْ مثلَ غرفِ بعضِ العزَّابِ العبثيين الفوضويين ، لايوجدُ شيءٍ في مكانِه بما في ذلك اللحافُ الذي يحتمي به من البعوضِ الذي يدخلُ من فتحاتٍ ضيقةٍ تُطلُّ على جداولَ التسريب ، صوتُ بعوضٍ مُتسلطٍ أَحدثَ طنينًا مرعبًا كادَ أن يخترقَ طبلةَ أذنه اليمنى ، لا يعرف كيف دخلَ معه تحتَ اللحافِ وكأنَّه يريدُ أن يشاركَه الدفء ، غير أنه تركَ اللحافَ لهذا البعوضِ الخبيثِ ليستلذَّ بالفراشِ وحدَه ويمتصَّ دمَ الراغبين في هذا الميراث ، خرجَ إلى الساحةِ ليرى القمرَ الذي ما زال في بدايةِ مساره ، أخذَ يهرشُ جلدَه في المكانِ الذي ودَّعَه فيه البعوضُ دون أن يسلبَ روعةَ منظرِ الفضاءِ بالقمرِ والنجومِ والأصواتِ التي تتصاعدُ من الأرضِ لتتجمعَ في طبقِ السماءٍ الأقربِ إلى الأرض ، قال لنفسه: بعضُ البداياتِ تتكررُ حالاتُ التعثُّرِ فيها ، يكثرُ الهربُ على أربعةِ قوائم خشيةً من هذه العثراتِ ليعودَ مرةً أخرى فاقدًا كُلَّ الأحاسيس ، لا يوجد بعوضٌ في الغرفةِ الأخرى ولا نوافذَ تفتحُ على بحيراتٍ من الماء الآتن ، كلُّ ما في الأمرِ أنَّ النومَ جاء في آخرِ أيامِ الأسبوعِ محترقًا ، بينما بعضُ البعوضُ يستغلُّ الوقتَ ليُطلقَ صوَتَه الأسطوري وكأنه يُزغردُ لليلةِ فَرَح .

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا