الرئيسية مقالات أصابع ندم.. رسائل حب لم تكن تستحق

أصابع ندم.. رسائل حب لم تكن تستحق

79
0

 

الأعلامي/ خضران الزهراني

✍🏻

في لحظات الضعف العاطفي، قد نخط بأيدينا كلمات تنبع من أعماق قلوبنا، كلمات تحمل مشاعرنا النقية وأحلامنا التي رسمناها بعفوية، غير مدركين أن من نوجهها إليه قد لا يكون أهلًا لها. نكتب بدافع الحب، بدافع الأمل، وربما بدافع الاحتياج العاطفي، لكن في النهاية، قد تتحول تلك الكلمات إلى صدى مؤلم يعيد نفسه في أذهاننا كلما تذكرنا أن من منحناه تلك المشاعر لم يكن يستحقها.

حين تتحول المشاعر إلى ندم

الحب شعور سامٍ، لكنه قد يصبح عبئًا حين يُعطى لمن لا يقدّره. نمنح مشاعرنا بصدق، نكتب الرسائل، نُهدي الكلمات، نزرع الأمل في أرواحنا، لكننا لا ندرك أن بعض القلوب لا تفهم لغتنا، أو ربما تتلقاها ببرود لا يليق بما منحناه من دفء. وهنا، يبدأ الندم بالتسلل إلى أرواحنا، ندمٌ لا لأننا أحببنا، بل لأننا وضعنا مشاعرنا في المكان الخطأ.

السائل الأسود.. ثقل الذكريات

الصورة التي تتراءى لنا، يدٌ يكسوها سائل أسود، ليست مجرد مشهد بصري، بل تعبير عن ثقل الذكريات التي نحملها، عن المشاعر التي أصبحت عبئًا نحاول التخلص منه. كأن ذلك السائل يرمز إلى الكلمات التي كتبناها يومًا بصدق، لكنها تحولت مع الزمن إلى جروح غير مرئية، إلى ندم يسيل من بين أصابعنا دون أن نستطيع إيقافه.

هل يستحق؟

السؤال الذي يتردد داخل كل من مر بهذه الجربة: “هل كان يستحق؟”

والإجابة غالبًا تأتي متأخرة، لكنها تأتي بقوة: لا. فهناك أشخاص يجيدون التلاعب بالمشاعر، يستمتعون باستقبال الحب لكنهم عاجزون عن منحه، يعيشون على الاهتمام دون أن يقدموا شيئًا في المقابل. وحين نستوعب ذلك، ندرك أن رسائل الحب التي كتبناها، والمشاعر التي منحناها، كانت مجرد طيف عابر في حياتهم، بينما كانت بالنسبة لنا جزءًا من ذاتنا.

ما بعد الندم.. بداية جديدة

رغم الألم، رغم الحزن، يجب أن ندرك أن الحب في جوهره ليس خطأ، بل الخطأ يكمن في من نمنحه له. الأصابع التي كتبت الندم تستطيع أن تكتب الأمل من جديد، واليد التي حملت عبء الذكريات السوداء يمكنها أن تصافح غدًا أكثر إشراقًا.

ربما نحتاج إلى وقت كي ننسى، وربما تظل بعض الذكريات محفورة في قلوبنا، لكننا قادرون على تحويلها إلى دروس تمنحنا القوة بدلًا من أن تكسرنا. فليكن الندم مجرد محطة، وليس نهاية الطريق.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا