محاكاة إجتماعية
✍🏻 أ / عليان الخريصي
علوم السيره والديره : هي الفن الأكثر تأثيرًا وانتشارًا في المجتمعات العربية حتى تحولت في عهد ما قبل الإسلام إلى صناعة لنقل الأخبار وإثارة الحماسة والإستعداد للحرب واعتمد عليها الإسلام في نشر الدعوة وتبليغ الرسالة النبوية فكانت أكثر بلاغة وحكمة حتى بلغت أصقاع الأرض ‘وقد حظي هذا الفن بحظ وافر في القبائل الجنوبية حتى أصبح ثقافة إجتماعية وأسلوباً وعادة لتبادل الاخبار ونقلها ونقاش المشاكل والبحث عن حلها وطريقة لشرح القضايا وإبداء الحاجات والآراء حول تلك الثقافة:
لا تزال الخطابة تحظى بمكانة كبيرة حتى اليوم خاصة عند كبار السن فكانت تحل بديلا عن وسائل الإعلام الحالية »العلوم»، أي إعلام السيرة والديرة وهي فن أدبي من تراث أهل الجنوب ولا يزال متوارثا حتى اليوم حيث يقوم على السجع والكلمات الموزونة والاستشهاد بآيات من القرآن الكريم والسنة النبوية حيث يقوم الفرد او الجماعة باختيار ممن يعرف عنه اتقان الخطابة ورصانة الكلمة وسرعة البديهة، فيقوم بسرد العلوم عندما يحل ضيفا على الآخر ويشرح في ثنايا سرده أخبار الديرة التي قدم منها وحال السوق والزراعة والمطر وجديد الاخبار وغرض الزيارة سواء كانت لمحفل زواج او للتحية او سعيا في الصلح وحل النزاعات يبدأ العلم بالمقدمة ويشرح فيها حياتهم المعيشية والاقتصادية والزراعية والاجتماعية يأتي بعدها مضمون خطابه وسبب الزيارة ومن ثم «الخاتمة»، ثم يرد عليه المضيف بالترحيب وقضاء الحاجة التي قدم من أجلها .
نستشهد بذلك ماسرده الشيخ الدكتور ناصر الزهراني من علوم غامد وزهران أمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عام 1438 ” أنذاك ” عندما قدم لزيارة منطقه الباحه ( طيب الله ثراه)
هذي العلوم وهذا التراث الأصيل اللفضي يذكرنا بماضينا الاصيل وابائنا واجدادنا ومنطقتنا بسهولها وجبالها ‘حجاز وتهامه ‘ فيجب علينا الحفاظ عليه وعدم دثره ونسيانه وتجاهله ‘من اجل ان نآصل في ابنائنا ماضينا العريق وحضارتنا الاصيله بكل مفاهيمها وبساطتها الجميله .
&ودمتم بود &